أختي الحبيبة:
هنيئاً لك فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض ، قال تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "الحجر: ٩ ولا تستقلي ما فعلت فإن في جناحيك هو العلم قال تعالى:" بل هو ءايت بينات في صدور الذين أوتوا العلم"العنكبوت: ٤٩
قال عليه الصلاة والسلام " لا حسد إلا في اثنين ".
- وأنت واحدة منهن لأنك تحملي أشرف علم وتحفظي بين جوارحك كلام رب العالمين.
يا أترجه الدنيا وسمَّاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم لأن رائحتك فواحة ،وطعمك حلو بسلوكك وعملك الصالح وخصيت بالطعم الحلو لأنه اثبت على الدوام، ويتداوى بقشرها ودهنها النافع،والبيت الذي فيه اترج له يدخله الجن.
- انت مع السفرة الكرام البررة هذه منزلتك منزلة شرف ورقي وعلو.
- وهنيئاً لك فقد عمرت قلبك بكلام الله، وطعامك مأدبة الله .
- إن اخلصت نجوت من عذاب الله.
- ولبست تاج الكرامة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"يجيء القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حله؟
فيلبس تاج الكرامة فيقول القرآن يا رب زده فيلبس حلة الكرامة.
ثم يقول يا رب أرضى عنه فيرضى عنه.
فيقول له اقرأ وارقى وتزداد بكل آية حسنة.
- يا أم حافظة القرآن هنيئاً لك ببنتك وهنيئاً لوالدها، إذ كرامة القرآن تمتد إليكما حيث تلبسان حله لو وزنت بالدنيا وأضعافها لما وزنتها من حسنها وجمالها فيسألان بم أكسينا هذه الحلل قال "ذلك بماكان ولدكمايقرأالقرآن".
أختي الحافظة:
المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها لا بد من تتعاهدي القرآن والمحافظة عليه.
قال تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" القمر: ١٧
واحذري من أن تزحزحي نفسك عن هذه الرتبة العالية بالانشغال بمتع الدنيا الكثيرة ، وكما قال ابن القيم "من لاح له فجر الأجر هانت عليه مشقة التكليف.
- وأكثري من درسه تعيشي به .
- احفظيه في جوارحك.
- ولا يغرنك الحفظ فتتركي العمل.
- اعطيه حقه في صدرك وأعطيه قدره ولا تتهاوني
- قال تعالى:" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج: ٣٢
لما حارب مسيلمة الكذاب المسلمين قتل زيد بن الخطاب ثم أخذ الراية سالم مولى أإبي حذيفة فخاف المسلمون فقال سالم : بئس حامل القرآن أنا ان أتيتم من قبلي فقطعت يمينه ثم يساره فاعتنق اللواء وهو يقول "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"
قال تعالى:" وكأين من نبي قاتل مع ربيون كثير مما وهنوا " آل عمران: ١٤٦
فلما صرع قيل لأصحابه ما فعل أبو حذيفة قيل قتل .
- إياك من التكبر على من ليس بحافظ فلربما أفلح المقل المعذور وخسر الحافظ المغرور.
ومن رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الطاعة.
- أخيراً :
حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله.
المعظمون كلام الله.
الملبسون نور الله.
فمن والاهم فقد والى الله ومن عادهم فقد استخف بحق الله .
قال تعالى:" إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" مريم: ٩٦