كلمة المدير :حفل توزيع جوائز مسابقة المركز الثقافي الإسلامي السنوية لحفظ القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

        أيها الحفل الكريم، مرحباً بكم في رحاب الجامعة الأردنية الجامعة الأم، في حفل توزيع جوائز مسابقة المركز الثقافي الإسلامي السنوية لحفظ القرآن الكريم، والت تقام برعاية كريمة من عطوفة الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأكرم، الذي شرفني بالانتداب.

        أيها الأعزاء، لقد كانت الجامعة الأردنية صاحبةَ السبق في العناية بالقرآن الكريم ونشر الثقافة الإسلامية، عندما كانت الجامعة الأولى التي تؤسس مركزاً خاصاً بذلك، ومسجداً ينبثق من حرمها، لينشر رسالتها، ويجسد أهدافها في خدمة المجتمع، والمساهمة في نهضة الأمة العربية والإسلامية.

 

إنَّه لشرف عظيم لي أن أكون أحد المشاركين لإخوتي أسرة المركز الثقافي الإسلامي في مسيرتهم المباركة في رعاية القرآن الكريم، هذا المركز الذي خرّج مئات القراء، والحفاظ، والمتقنين لتلاوة القرآن وأحكام التجويد، والضابطين للقراءات العشر المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنَّ هذا المركز المبارك يعدُّ من أقدم المراكز القرآنية في بلدنا العزيز، وأكثرها تأثيراً وانتشاراً، فالعديد من القائمين على المراكز القرآنية في الأردن، بل وخارجههم من خريجيهذا المركز ومسجده، ولله الحمد والفضل والمنَّة. قال تعالى: " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَافَمِنْهُمْ ظَالِمٌ
لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌوَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُالْكَبِيرُ (32)".

 

        إنَّ الزملاء في المركز يَدأبونَ على التفنن في تعليم القرآن الكريم وتلاوته، فهنالك الدورات المبتدئة، والمتقدمة في التلاوة والحفظ، قال تعالى:"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"، وهنالك الإجازات القرآنية في القراءات العشر بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: "خيركم من علم القرآن وتعلمه"، هذا بالإضافة إلى دروس التفسير وعلوم القرآن، والإعجاز، وتصحيح النطق من خلال قواعد التجويد، وتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال القرآن الكريم، ودبلوم القراءات المهني، والنادي الصيفي للأطفال، والنوادي القرآنية لتحفيظ القرآن الكريم على مدار العام، هذا بالإضافة إلى التواصل مع المراكز الدولية في الخارج عبر (السكايب)، وإعطاء الدورات وتبادل الخبرات، وغير ذلك الكثير.

 

        وفي خضم هذا الجهد الكبير والنية الصادقة لخدمة كتاب الله؛ تأتي مسابقة المركز الثقافي الإسلامي السنوية لحفظ القرآن الكريم، والتي جاءت على أربع مستويات؛ المستوى الأول حفظُ القرآن كاملاً، والثاني حفظُ عشرين جزءٍ، والثالث حفظُ عشرة أجزاءٍ، والرابع حفظُ خمسة أجزاء، وتهدف هذه المسابقة إلى تشجيع حفظ القرآن الكريم ومذاكرته وضبطه، وتكريم الحفاظ، وتشجيعهم على مزيد من الارتقاء والعطاء، وقد شارك في مسابقة هذا العام عدد كبير من الحفاظ من مختلف مناطق المملكة، ومن طلبة الجامعة، وطلبة الشعوب الإسلامية الأعزاء جميعاً، وقد أبدت لجان التحكيم الموقرة إعجابها بالنتائج المميزة في العام، والتي تشير إلى تقدم المستوى وارتقائه، والحمد لله رب العالمين.

قال عز القائل: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".

 

        أيها الحفل الكريم؛ اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان إلى كل من ساهم في إنجاح هذه المسابقة، وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة، رئيس الجامعة، الذي تكرم برعاية هذا الحفل، والإخوة المتسابقين الكرام، والزملاء الفضلاء أعضاء لجان التحكيم، وأسرة المركز الثقافي الإسلامي، والزملاء في العلاقات العامة في المركز وفي رئاسة الجامعة، والإخوة الإعلاميين، والإخوة الأعزاء الداعمين لهذه المسابقة والمقدمين لجوائزها، والذين سوف أتشرفُ بتكريمهم في ختام هذا الحفل المبارك، داعياً الباري جلت قدرته أن يجزل للجميع المثوبة، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم، وأن يوفقهم وإيانا أجمعين إلى مزيد من خدمة كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.