​ عبيدات: جلالة الملك أطلق التحديث الاقتصاديّ والسّياسيّ والإداريّ تمكينا لدور المرأة

سهى الصبيحي - عقد مركزُ دراسات المرأة في الجامعة الأردنيّة اليومَ، وبرعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، جلسةً حواريّةً حول الأولويّات الوطنيّة لتسريع تقدّم النساء والفتيات في المراجعة الوطنيّة الشاملة لإعلان ومنهاج "بيجين" بعد مرور 30 عامًا، بالشراكة مع اللجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة، وبالتعاون مع هيئة الأمم المتّحدة للمرأة.
وشهدت الفعاليّةُ حضورًا رفيعَ المستوى، ضمّ ممثّلَ هيئة الأمم المتّحدة للمرأة في الأردنّ نيكولاس بورنيات، والأمينةَ العامّةَ للجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة المهندسة مها علي، إلى جانب نخبة من الشخصيّات الوطنيّة والأكاديميّة والخبراء في مجال قضايا المرأة.
وفي مستهلِّ الجلسة، ألقت سموُّ الأميرة بسمة بنت طلال رئيسةُ اللجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة، كلمةً مسجَّلةً هنَّأت فيها المرأةَ الأردنيّةَ بمناسبة يومها العالميّ، مستذكِرةً إنجازاتِها وتضحياتِها وإسهاماتِها في بناء الوطن في مختلف المجالات، وما شكّلته من رمز للعزيمة والإصرار، وقالت: "لطالما كان للمرأة الأردنيّة دورٌ حقيقيٌّ في مسيرة الوطن التنمويّة، وإسهامٌ في صنع مستقبل أكثرَ إشراقًا لأجيالنا القادمة"، من خلال عملها في مختلف المجالات، وانخراطها في القوات المسلَّحة الأردنيّة -الجيش العربيّ ومديريّة الأمن العامّ، ومشاركاتها المشرفة في قوات حفظ السلام.
وأوضحت أنَّ تأسيسَ اللجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة عام 1992 من المحطّات المهمّة التي تستحقُّ الوقوفَ عندها في مسيرة المرأة الأردنيّة، انطلاقًا من إيمان الأردنّ بضرورة وجود آليّة وطنيّة تؤمن بأهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، مؤكّدةً الإيمانَ المطلقَ بقدرة المرأة الأردنيّة على الإسهام في بناء مجتمع قويٍّ ومتقدّم، تتمتّع فيه المرأةُ بكامل حقوقها بكونها عنصرًا أساسيًّا في النسيج الاجتماعيّ الأردنيّ المتين.
وقالت: "إنّ عالمَنا اليوم لا يزال يشهد تصاعدًا في النزاعات المسلِّحة، وما زالت النساء والفتيات يدفعنَ الثمنَ الأغلى ويتعرضنَ للعنفِ والتشريدِ في كثير من المناطق حول العالم، وفقدانِ الحقّ في الأمن والكرامة، ما يؤكّد الحاجةُ للدفاع عن المرأة لتعيش حياتها بأمن وسلام واستقرار"، مشيرةً إلى تضحيات المرأة الفلسطينيّة في قطاع غزّة خلال الحرب، وما تعرّضت له، وما زالت، من عنف وتشريد وإبادة جماعيّة في انتهاك صارخ لكلّ القيم الإنسانيّة والقوانين الدوليّة.
بدوره، قال عبيدات: "إنّنا نحتفل اليومَ بالمرأة في يومها، والذي يأتي في وقت نحتاج فيه جميعًا إلى الوقوف مع الإنسان في سعيه للعدالة والمساواة، وأضاف أنّ هذه المناسبةَ جاءت لتكونَ لحظةَ تأمُّل وتقييم للواقع الذي تعيشه المرأة في مختلِف أنحاء العالم، ولِنعبِّر عن تضامننا مع المرأة التي تواجه تحديات لا حصر لها، سواءً كانت في مناطقَ يعُمُّها الظّلم والفقر، أو في أماكنَ أخرى تشهد رفاهية وحقوقًا ضائعة، ففي وقتٍ تشهد فيه قيمُ الإنسانية تحدياتٍ غيرَ مسبوقة، تزداد الحاجة إلى تمكين المرأة وإعطائها حقوقَها الّتي هي جزء من حقوق الإنسان".
وأكّد عبيدات أنّ المرأةَ هي رمزٌ للصّمود والعطاء في ظروف صعبة، ونحن نعيش اليومَ في عالم يعاني من التّفرقة والفجوات بين الغنيِّ والفقير، بين الشّمال والجنوب، وبين المرأة والرّجل، لكنّنا في الوقت ذاته نرى أيضًا أنّ هناك فُرَصًا لتغيير هذا الواقع، وأنّ التّكنولوجيا، الّتي تُمثِّل قوَّةً هائلةً في العالم اليوم، يمكن أن تكون مُحفِّزًا لتغييرٍ جذريٍّ يضع قيمَ العدالة والمساواة في مقدّمة أَولويّاتنا.
وأشار إلى أنّه من خلال جهود القيادة الهاشميّة، الّتي أطلقت مبادرات التّحديث الاقتصاديّ والسياسيّ والإداريّ، نشهد خطواتٍ حقيقيّةً نحو تمكين المرأة وتعزيز دورها في جميع المجالات، وأنّ المرأةَ الأردنيّةَ في كافّة مواقعها، سواءً في المدرسة، أو الجامعة، أو الوزارة، أو في كلّ ميادين العمل والعطاء، تُواصِل التّفوُّق والإبداع، وتسهم بفعاليّة في بناء وطننا العزيز.
من جهتها، قالت الأمينةُ العامّة للجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة المهندسة مها علي: "نحتفي في يوم المرأة العالميّ بنساء الأردنّ، وما حققنَ من درجات عالية من العلم والمعرفة والإنجاز على مختلف الأصعدة، ومساهمتهن في تنشئة الأجيال وبناء المجتمع"، مضيفةً أنّ الاحتفال هذا العامَ يتزامن مع مرور 30 عامًا على إعلان ومنهاج عمل "بيجين"، إذ حقّقت مسيرةُ المرأة الأردنيّة خلال العقود الثلاثة الماضية، تقدّمًا ملحوظًا وإنجازاتٍ عديدةً في مجال تعزيز الحقوق وضمان العدالة والمساواة، مدعومةً بإرادة سياسيّة لدعم المرأة وتمكينها وتعزيز دورها وزيادة مشاركتها في الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة".
وبيّنت أنّ الأردنّ استكمل المراجعةَ الوطنيّةَ الشاملةَ السادسةَ للتقدّم المحرّز نحو تنفيذ إعلان ومنهاج بيجين بعد 30 عامًا، وأنّ عمليّةَ إعداد التقرير الوطنيّ في إطار المراجعة الشاملة شكّلت فرصةً لإجراء مشاورات وطنيّة لتقييم مسيرة تمكين المرأة والتوافق على الأولويات الوطنيّة للسنوات الخمس المقبلة، مستعرضةً هذه الأولويّات الرئيسة لتسريع تقدّم النساء والفتيات على المستوى الوطنيّ.
وأشارت إلى أنّ اللجنة الوطنيّة اختارت في احتفالها هذا العامَ تسليطَ الضوء على التشريعات، لا سيّما بدخول العديد من التعديلات عليها خلال السنوات الأخيرة؛ بهدف توفير البيئة الممكنة للمرأة لتأخذَ دورَها الفاعلَ كشريك في التنمية الوطنيّة، لافتةً إلى إطلاق اللجنة لمنصة "إعرفي أكثر" على موقعها الإلكترونيّ، والتي تتيح معلوماتٍ حول حقوق المرأة في التشريعات الأردنيّة في المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
من ناحيتها، أوضحت المنسّقةُ المقيمةُ للأمم المتّحدة في الأردنّ شيري ريتسيما-إندرسون، أنّه منذ اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين، تمّ إحرازُ تقدّمٍ ملحوظٍ بخصوص حقوق النساء في الأردنّ، إذ انخفضت معدلاتُ الفقر بين النساء، وارتفعت معدلاتُ التعليم، وتمّ تعزيزُ الحماية القانونيّة، مشيرةً إلى أنّ رؤى التحديث الاقتصاديّ والسياسيّ تعكس التزامَ الأردنّ القويَّ بالمساواة، ما يعزّزُ دورَ المرأة في القيادة والمشاركة الاقتصاديّة، مؤكّدةً ثباتَ موقف الأمم المتّحدة في دعم جهود تحقيق المساواة.
وأشارت مديرةُ مركز دراسات المرأة الدكتورة أمل العواودة، إلى أنّ الجامعة الأردنيّة طرحت مساقًا متخصّصًا بدراسات المرأة تحتَ شعار: "المساواة والعدالة والتمكين حقٌّ للجميع" ضمن متطلّبات الجامعة الاختياريّة يدرسه قرابةُ 2000 طالب وطالبة في كلّ عام جامعيّ.
وتحدّثت في الجلسة الحواريّة الأولى، أمينُ عامِّ حزب الشعب الديمقراطيّ (حشد) عبلة أبو علبة، عن تجربة مشاركتها في المؤتمر العالميّ الرابع للمرأة الذي عقدته الأممُ المتّحدة في مدينة بيجين عام 1995، وانبثقَ عن إعلان ومنهاج عمل بيجين الذي يمثّل أوّلَ وثيقة سياسيّة عالميّة تتضمّن تركيزًا خاصًّا على حقوق النساء والفتيات.
فيما تحدّثت عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلّة للانتخاب، الدكتورة عبير دبابنة، عن المشاركة والتمثيل السياسيّ، فيما تناولت مديرةُ وحدة السياسات والرصد في اللجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة هدى عايش، الدورَ المهمَّ لتبني خطط عمل وطنيّة خاصَّة بأجندة المرأة والسلام والأمن.

موقع المركز