في عمق الجامعة الأردنية، حيث تتلاقى نسمات العلم وآفاق التقدم، تنطلق رحلة إنشاء معلم جديد يراوح بين سماء التعليم، فهو "مركز التميّز في التعلّم والتعليم". كان ذلك في شهر شباط من عام 2023، حيث تجسدت روح الإصرار والثقة في تحقيق رؤية الجامعة الأردنية النبيلة وإدارتها الحكيمة في تطوير العمليات التعليمية.
يحمل المركز في طياته شغف التميز وراية الإبداع في مجال التعليم. بدأت رحلة الإنشاء برؤية فاعلة، حيث انطلق المركز بهدف تمكين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتوجيههم نحو آفاق مستقبلية أفضل، باعتماد أحدث الممارسات والتقنيات التعليمية. مستنداً إلى قيم تحكمها مبادئ التميز والتمكين والاستدامة والمرونة والتشاركية والمساواة والمسؤولية المجتمعية، أبصر المركز النور، ويقدّم حلولًا شاملة لتحسين جودة التعليم، مع التركيز على برامج أكاديمية متطورة وخطط دراسية مبتكرة.
ستكون التكنولوجيا رفيقة المركز في رحلة التحسين المستمر، حيث نعتمد على تقنيات التعلم والتدريس المستمرة في التحديث، لرفع كفاءة النتائج التعليمية. وسيدعم المركز روح البحث والإبداع لدى الهيئة التدريسية، وسيشعل شرارة الابتكار والتميز. وفي جو يتسم بالرغبة الملحة للابتكار وتحسين التعليم، سيخوض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تجارب تعلم مثيرة، ينغمسون في بيئة تعليمية ملهمة تهتم بالتميز والتقدم. ومع اتساع تأثير المركز، سيزداد التألق والنجاح، حتى يصبح المركز المرتبط باسم الجامعة الأردنية الأم قيادة تعليمية محتذى بها في عالم التعليم العالي.
رحلة المركز لا تقتصر على إدارة البرامج الأكاديمية كما هي، بل تتسم بالتفرغ لتعزيز مهارات الطلبة في اللغتين العربية والإنجليزية، بإضافة برامج ومناهج عالمية مبتكرة تمكن الطلبة من إتقان فنون اللغتين والتواصل بفعالية في الساحة الدولية. والسعي أيضاً لتعزيز مهارات الطلبة التقنية والرقمية ليجعلهم جاهزين للتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة، ومواكبة التحولات التكنولوجية السريعة في سوق العمل. ويتم الآن من خلال اتفاقيات تعاون مع مؤسسات تعليمية عالمية مرموقة دعم البرامج الأكاديمية المحلية بمؤهلات عالمية لتسهيل الاندماج في سوق العمل والتنافسية على الصعيدين المحلي والعالمي. حيث سيتم إعادة تصميم البرامج بعناية لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، وضمان تزويد الطلبة بالمهارات اللازمة للتألق في مجتمعهم وفي الساحة الدولية.
في خضم هذا الدرب المستمر نحو التميز، يأسس المركز حالياً استوديوهات إنتاج فني تابعة له ومنتشرة في أنحاء الجامعة. تُعتبر هذه الاستوديوهات مركزًا للإبداع والتميز في مجالات الفن والإعلام، والتي سيتم تسخيرها للعمل على تطوير المحتوى التعليمي والأساليب التدريسية، من خلال إطلاق "مشروع رقمنة المحتوى التدريسي وإنتاج المحاضرات النموذجية التفاعلية". بفضل هذا المشروع، سيتمكن الطلبة من خوض تجارب جديدة والاستفادة من تقنيات حديثة في عمليات التعلم، مما سيزيد من فعالية عمليات التدريس ويشجع على المشاركة الفعّالة.
ومع التركيز على التحول الرقمي، يعمل المركز على تطوير أنظمة القياس والتقويم، وتوفير امتحانات عصرية تتناغم مع التطورات في عمليات التعلم والتعليم. سيُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي كأداة فعّالة ومشارك أساسي، مما يُرجى أن يساهم في تحقيق تقييم دقيق وشمولي لأداء الطلبة.
ولحرصه على تطوير قدرات أعضاء الهيئة التدريسية وتفاعلهم الإيجابي مع هذه التطورات المتسارعة، يطلق المركز برنامج دورات دائم ومستمر ومتكرر على مدار العام الجامعي. يكون هذا البرنامج مصدر إلهام للمدرسين، حيث يوفر لهم فرصة لتحديث مهاراتهم والتعرف على أحدث الابتكارات في مجال التعليم وتطبيقها بمرونة في ممارستهم التعليمية.
"مركز التميز في التعلم والتعليم" ليس مجرد أداة أو حُلم، بل هو محطة حقيقية للابتكار وتطوير عمليات التعلم والتعليم في الجامعة الأردنية، وسيثبت أن التميز ليس مجرد هدف، بل هو أسلوب حياة يحقق النجاح المستدام.