نظم المركز الثقافي الاسلامي في الجامعة الاردنية يوم الثلاثاء الموافق 12/11/2013 الساعة الحادية عشرة صباحاً محاضرة عن الهجرة النبوية بعنوان : ( الآثار التشريعية والحضارية للهجرة النبوية) ، وألقاها الدكتور عدنان العساف مدير المركز، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع العلمي للهجرة النبوية المباركة الذي ينظمه المركز.
وفي بداية المحاضرة رحبت السيدة إكرام عربيات مساعد مدير المركز بالدكتور عدنان العساف وبالحضور الكرام.
وشكر الدكتور العساف الحضور الكرام على حرصهم على متابعة فعاليات المركز ونشاطاته بشكل مستمر، وذكر أن الهجرة النبوية هي بداية لتارخ الإسلام، ومجتمعه، وأمته، ودولته، وكما أنها كانت البداية الملهمة لحضارته التي أثرت البشرية، فهي نقطة تحول في تاريخ الأمة الإسلامية والعالم.
وبدأ محاضرته في بيان أثر الهجرة على التشريع الإسلامي، وعلى الوحي القرآني، فبيّن أنَّ القرآن الكريم كان يركز في مكة المكرمة على العقيدة الصحيحة، بالترغيب والترهيب، من غير تركيز على الأمور التشريعية لعدم مواءمة الظرف لذلك، ولوجود أولوية لترسيخ الإيمان، وتنقية النفوس من أدران الشرك، وبعد الهجرة المباركة، أصبحت الآيات القرآنية في المدينة تتحدث عن أمور الدين والمسلمين، وتتضمن التشريعات التي تنظم حياة المسلمين، وشُرِّعت جميع النظم العملية التي تشمل جميع قضايا الحياة.
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ مسيرة المجتمع الإسلامي بنسق جديد من حيث المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإقامة السوق، وتسمية يثرب بالمدينة، وابرام وثيقة المدينة.
وذكر أن الأمور التشريعية التي نزلت بعد الهجرة وشكلت نظم الإسلام كان فيها من الربانية، والشمول، والوسطية، والتوازن، والواقعية، ومرونة التطبيق ما يجعلها فريدة متفوقة عن غيرها من التشريعات، وما يجعلها قابلة للتطبيق في أي زمن ومكان، كمثال يحتذى ومنهج حياة يراعي التعبد والعمل، والدنيا والآخرة.
وأضاف أنّ من مميزات هذا التشريع أنَّه متكامل ومتدرج، فلم يأتِ تشريع الأحكام مره واحدة، بل روعي فيه التدرج والأولويّة، وهو شامل لعلاقة الإنسان مع الله، ومع غيره من الناس، كما ويشمل الدين والدولة، والدنيا والآخرة، والعلاقات الخارجية ونظام العقوبات، وغيرها، وأنه بني على مراعاة الأمور الروحية والأخلاقية أيضاً.
وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية كانت ربانية قائمة على تحقيق مقام العبودية الحقّة لله تعالى، وأنَّ النَّزعة الأخلاقيَّة واضحة في معالمها، وهي تتميّز بذلك عن غيرها، وأنها متوازنة، تقوم على العدل في تحديد المفاهيم والقيم المختلفة؛ وأنَّ توازنها أتى نتيجةً لتوازن التشريع الإسلامي، وهي حضارة بنيت على العدل، وهي واقعية، تتبنَّى عمارة الأرض والتطوير والإبداع والعمل، بعيداً عن معاني الجور والنَّقص؛ وهي واقعية في نظرتها إلى الإنسان والكون والحياة؛ إذ إنَّها قامت على تكامل الوحي والعقل. وقد امتازت أيضاً ببعدها الإنسانية والعالمي الفريد، والذي يظهرمن قبول الآخر، وإشراكه في المجتمع والحضارة، ونشر المعرفة، وحسن التعامل مع الأقليات، وقيامها على الحرية الدينية، والعلمية.
وفي النهاية حمد الدكتور عدنان العساف الله على ما أنعمه الله على أمتنا بالهجرة النبوية المباركة؛ والتي كانت الأساس الأول لتشكيل التشريع الاسلامي والحضارة الإسلامية، هذا ودار حوار موسع بينه وبين الحضور الكرام حول الحضارة الإسلامية والأمور ذات الصلة بالمحاضرة، وآثارها على زمننا الحاضر.
وأختتمت المحاضرة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم عن الهجرة النبوية للقارئ الشيخ من جمهورية مقدونيا.