كيف نربي أبناءنا ؟
كيف نربي أبناءنا ؟ الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين أما بعد فيقول الله تعالى: (( يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة )) التحريم /6 . يتعاظم دور الأسرة في تربية الطفل وتنشئته تنشئة اجتماعية سوية في مرحلة الطفولة المبكرة على اعتبارها أول نواة وجماعة أولية ومؤسسة اجتماعية يعيش في ظلها الطفل ، وفيها يكتسب العديد من الخبرات التي تشكل الأساس للعديد من المفاهيم عن نفسه، وعن الآخرين، والعالم من حوله ، إذ إنه يرى المجتمع الخارجي عيون الوالدين، والأخوة الذين يشكلون الأسرة الصغيرة . وبما أن معظم ما يتعلمه الطفل في سنواته الأولى له صفة الثبات والاستمرارية؛ فإن نظرة الطفل ومفاهيمه عما يجري من حوله في بيئته الاجتماعية ، يعتمد إلى حد كبير على ما تكوّن لديه من مفاهيم وقيم واتجاهات في طفولته؛ أي في أسرته بشكل أساسي . لذلك فان المعنىّ الأول بهذه الصناعة هما الوالدان، و تقضي سنة الله تعالى بأن النجاح لا يمكن أن يتم إلا ببذل الأسباب ، ولقد حث الإسلام في محافل عديدة على تربية الأبناء ومحاولة النجاة بهم لحياة كريمة في الدنيا والآخرة . قال تعالى : ((يوصيكم الله في أولادكم ))النساء/11. ولكي نصنع من أبنائنا نجوماً في الحياة بمعنى النجومية؛ أي هم الأبناء المؤثرون في الآخرين، والمتميزون بأخلاقهم والواثقون بأنفسهم، ودائمو الهمم، وواضحو الأهداف أمثال الشافعي والإمام البخاري وابن الجوزي، لذلك لا بد لنا نحن الآباء والأمهات من معرفة أصول التربية الجيدة والذكية ، فكيف نربي أبناءنا ؟ * اختيار الزوج الصالح / الزوجة الصالحة ، هي الخطوة الأساسية للتربية السليمة . * الدعاء دائماً أن يرزقه الله تعالى الذرية الصالحة ( رب هب لي من الصالحين ) الصافات/100. * القيام بتطبيق جميع الطقوس الخاصة بالمولود الجديد مثل الأذان في أذنه و تحنيكه وحلق رأسه والعقيقة . * اختيار الاسم الحسن ذي المعنى الجميل . * الدعاء دائما للأبناء بالصلاح بعد وجودهم اقتداء بسنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . (( رب اجعلني مقيم للصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )) ابراهيم/40. (( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة )) البقرة/ 128. (( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء )) مريم/ 38. * جالسهم، واسمع منهم، وأشعرهم بأهميتهم ، العب معهم إلعاباً مختلفة . * دعوا الأطفال يسمعوا ويروا ويشموا ويلمسوا ويتذوقوا كل ما يحيط بهم ليكتشفوا العالم من حولهم . * أفسح المجال للأبناء ليلعبوا ويكتشفوا و يستمتعوا دون قيود ومنافسة . * اسردوا قصصاً مفعمة بالصور لتساعدوهم على تنمية خيالهم وعالمهم . *عبروا لهم عن شكركم وتقديركم واثنوا عليهم باستمرار . * تعويد الأبناء على الجرأة والشجاعة . *عدم إخافة الأبناء أو الاستهزاء بهم أو أهانتهم وتحقيرهم خصوصاً أمام إخوتهم وأقاربهم أو الغرباء . * أن لا ينادوهم بألفاظ غير طيبة مثل ( يا غبي ، يا كسول ...... ) * تنبيههم للخطأ برفق ولين وعدم معاقبتهم فوراً . * الاعتدال في محبة الأبناء . * العدل والمساواة بين الأبناء وخصوصاً الإناث في المعاملة . * تعليم الأبناء الالتزام بالآداب الاجتماعية الحسنة مثل ( الاستئذان ، آداب الطعام ، آداب السلام ، آداب المجلس ، آداب الكلام ....... ) . * تربيتهم على مراعاة حقوق الآخرين . * اختيار المدرسة المناسبة والصالحة لهم . * تعويدهم على ضبط النفس والبعد عن الغضب والعنف . * ملئ فراغهم بما ينفعهم . * مساعدتهم على اختيار الأصدقاء . * مراعاة استعداداتهم وقدراتهم الأكاديمية والعلمية . *التدرج في التأدب. * لا تبث فيهم روح الخوف من المستقبل . -ولتحقيق ذلك عند الأبناء لا بد من اتباع الوسائل التي تساعدنا في ذلك : • القدوة الحسنة : كن قدوة حسنة دائما لهم لأن الأبناء ينظرون إلى المربين وماذا يفعلون فيقلدون أفعلهم أكثر من أقوالهم . • المراقبة والملاحظة : وهي مستمرة دائماً مدى الحياة وعدم الغفلة عنهم . • التحذير : تحذيرهم من السلوك الخاطئ، وتوضيح السلوك الصحيح/ السليم وتصحيحه . • التلقين : تلقين الأبناء لبعض الأمثلة والأدلة والبراهين على السلوك الصحيح السليم، على أن تكون أمثلة : من القران الكريم، والسنة النبوية، وقصص الصحابة، والكتب العلمية، والحياة الاجتماعية . • التعويد : تعويدهم على ما نريد منهم مثال : ( الصلاة ، الصوم ، قراءة القصص الاجتماعية والدينية والعلمية، قراءة القرآن الكريم ، المطالعة ، ممارسة الرياضة ) . • الموعظة : يعظهم بأسلوب جيد، باللطف والاستعطاف: ( يا بني ، يا بنيتي ، يا صبي ) . • العقوبة : لا بد لها ونلجأ إليها في آخر الخيارات بعد التوصية والإرشاد والوعظ، ويراعى فيها التدرج من الأخف إلى الأشد . والحمد لله رب العالمين د . ميسون احمد الدويري الجامعة الأردنية / كلية العلوم التربوية المناهج والتدريس