بسم الله الرحمن الرحيم
8/5/2014م
كلمة ندوة الشباب والمخدرات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد البشير الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى بوم الدين.
الإخوة الأكارم أحييكم بتحية الإسلام؛ فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
وبعد فإنطلاقاً من رسالة المركز الثقافي الإسلامي والجامعة الأردنية في خدمة المجتمع، ونشر الوعي والعناية بالشباب في ضوء التحديات المعاصرة؛ فيسرنا إقامة هذه الندوة، والموسومة: "بالشباب والمخدرات"، والتي تقام بالتعاون مع مديرية الأمن العام الموقرة؛ برعاية كريمة من الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة.
لقد كرم الله الإنسان وفضله على الخلائق، وميزه بالعقل الراجح، والنبل والأخلاق السامية، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا". وقال أيضاً: "لقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ". ولذلك حرم عليه كل ما يخل بكرامته أو عقله وينتقص من قدره، ومن المعروف أن الخمر أم الخبائث، ومفتاح الشرائر، وأن تعاطيها من الكبائر؛ قال عز من قائلٍ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ". لقد قاس العلماء آفة المخدرات على الخمر في الحرمة لاشتراكهما في إضاعة العقل، واتباع خطوات الشيطان، وإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس، والصد عن ذكر الله وعن الصلاة؛ بل وجدوا في المخدرات سوءً أكثر؛ من جميع النواحي العقلية والطبية والأخلاقية؛ فمن يتعاطاها يصبح مدمناً، وبالإدمان يتحول من إنسان حر مستقل، إلى عبد للهوى والشهوات وأسباب الضلال، قال تعالى: "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". وقال تعالى أيضاً: "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
إن آفة المخدرات المدمرةِ خطيرةٌ جداً؛ بحيث إنه لا تجربة فيها فمن ابتلي بها؛ فإنه لا يكاد ينجو منها، ولهذا كان لزاماً علينا جميعاً أن تتظافر جهودنا للقضاء عليها، وأن نسلط الأضواء على مخاطرها، وأن ننبه شبابنا من مغبة تعاطيها، قال تعالى: "فذكر فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين".
أيها الإخوة الكرام، اسمحوا لي أن أتقدم بوافر الشكر وجزيل الامتنان لكل من ساهم في إقامةِ هذه الندوة والإعدادِ لها؛ وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنية راعي هذه الندوة، ومديرية الأمن العام؛ ممثلة بقسم التوجيه المعنوي، والمسرح الشرطي، وإدارة مكافحة المخدرات، واسمحوا لي أن أشكر أيضاً دائرة الإفتاء العام ، ووزارة الصحة الموقرين، وشكرٌ خاصٌ أوجهه لأسرة المركز الثقافي الإسلامي، ووحدة العلاقات العامة والإعلام، والشكر موصول لكم جميعاً على حضوركم هذه الندوة، والتي أسأل الله أن تكون مثرية مباركة لنا جميعاً.