بسم الله الرحمن الرحيم
الحج
حديث الروح في أيام العمل الصالح
الحج أشهر معلومات...
الحج خامس ركن من أركان الإسلام يجتمع فيه جميع أنواع العبادات, الصلاة,الصيام, الزكاة, الحج. ففي الصلاة التوجه إلى القبلة ورؤيتها مباشرة شعور تحلق به الروح نحو الأعلى مع الإقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله , وصلاة مخصوصة في مكان مخصوص بعد الطواف إحياءً لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند مقام إبراهيم عليه السلام تذوق من طعم خاص.
ثم الصيام عمل اختصه الله من دون العبادات لنفسه فيعيش الحاج الصيام إذا عجز عن ذبح الهدي هذا معنى, ومعنى آخر أن النفس تصوم عن كل شهوات الدنيا .
الاحرام...احرام النفس... تسلم الأعضاء من الأذى تسلم المخلوقات من مزروعات وحيوانات من أذى المحرم يبقى يترقى الحاج لله وفي الله, تجرد كامل من متع الحياة الدنيا يرتقي فيها الحاج بسلم الرقي الإلهي.
وأما الزكاة منذ أن يخرج الحاج قاصداً بيت الله الحرام وهو يزكي نفسه وماله بالنفقه الحلال وفي المقابل ما يرفع الحاج قدمه ولا ينزلها من خروجه وهو يأم البيت إلا كتبت له حسنه ومحيت عنه خطيئة , هل يوجد أعظم وأرقى من هذا الأجر, رقي رباني لا يوجد له حد.
فالحاج اشترط على نفسه منذ خروجه من بيته أن يؤمن نفقته ونفقة عياله من المال الحلال يبتغي في ذلك وجه الله تعالى لقوله عليه الصلاة والسلام "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة", فقالوا يا رسول الله وما بره قال إطعام الطعام ولين الكلام.", شرط جزاؤه المغفرة والقبول والسعادة, و أي سعادة وقد غفر للحاج ما تقدم من ذنبه .
الحج من أصدق المشاعر فيها القصد والتوجه والتعظيم امتثالاً لله عز وجل, لأن الحاج عندما ينوي لأداء هذه الفريضة يغلبه الشوق والحنين يعيش التجرد من متاع الدنيا إلى رحلة الآخرة, رحلة الأنبياء فهو منذ خروجه يتجرد يحمل القليل ليفوز بالكثير ويتزود بما خف حمله وثقل أجرة قال تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى", يعيش الإنقطاع عن متاع الدنيا وزينتها إلى مكان يعود منه مغفور الذنب, رحلة يعيش فيها وكأنه في الجنة موفق في الدعاء في مكان فيه إجابة الدعوات وتسكب فيه العبرات, أي مكان أطهر من الكعبة عند الحجر الأسود, الركن اليماني, وهما ما بقي من قواعد إبراهيم .
زمزم وما أدراك ما زمزم طعم طعام وشفاء سقم وكما قال عليه الصلاة والسلام زمزم لما شرب له.
وأما الصفا والمروة رحلة السعي من الحياة إلى الأزل نطمع أن يغفر الله لنا هل ترجح كفة الحسنات على السيئات؟, امتثال واستسلام إن الله لن يضيعنا قول هاجر يتردد في الآفاق قد عم الاستسلام ومن ثم يكون هناك العطاء سواء في نفس المكان أو حيث يريد الله عز وجل ويكون هناك الإستسلام الخالص لله عز وجل وهذا من ثمرات الحج.
ومن أجمل الوقفات عرفة تجتمع بركة الزمان والمكان خير يوم طلعت فيه الشمس في العام, يقول الله عز وجل يا ملائكتي انظروا إلى عبيدي جاؤوا شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخشون عذابي أشهدكم إني قد غفرت لهم وحيث أن الله عز وجل يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج عطاء ليس له نظير من رب السموات والأرض.
فإخواني وأخواتي
الحج فريضة مرة واحدة في العمر لأنه يجب ويمحي من الذنوب ما قبله, يشحن الهمم إلى الله , متعة الروح تتمتع الروح بالإيمان والرقي تجرد من جمال الطبيعة من أنهار وأشجار ولكن رقي في عالم الملكوت, يشعر الحاج بمتعة المشقة و الأجر على قدر المشقة يشعر الحاج بتجيد الحياة والسلوك لأنه كسر روتين الحياة بعبادة مخصوصة بوقت مخصوص لا يتكرر خلال الحياة فيتجدد الإيمان والأمل في طاعة الله.
في الحج مضاعفة الثواب والأجر بما لا يعلمه إلا الله, يحصل المسلم في أداء هذه الفريضة على جزء من معنى التقوى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ), يعيش الحاج الحنين إلى الماضي إلى سيرة الأنبياء فتيقظ المشاعر, ويجدد العهد بالله باستلام الحجر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاءً بعهدك وإحياءً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
مساعدالمديرللأنشطة
إكرام عربيات