زايد الزيود – نظَّم مركزُ دراساتِ المرأة في الجامعةِ الأردنيّة اليوم اللّقاءَ الأوّلَ لملتقى خرّيجيه، بمشاركةِ نخبةٍ من خرّيجاتٍ وخرّيجي برنامجِ دراساتِ المرأة، وبحضورِ مديرةِ المركزِ الدكتورة أملِ العواودة.
انعقد اللّقاءُ في مكتبة The Orenda Tribe وسط أجواءٍ جمعت دفءَ الفكرةِ وصدقَ الانتماءِ، واستعاد فيها الخرّيجون ذكرياتِهم مع بيتِهم الأكاديميّ الذي يعود إليهم كلّ مرّةٍ بحكايةٍ جديدةٍ.
في كلمتها الافتتاحيّة، رحَّبت العواودة بالحضور مؤكِّدةً أهميّةَ استمراريّةِ التواصلِ بين الخرّيجين والمركز، ومشيرةً إلى الدّورِ الرياديّ الذي اضطلع به المركز منذ تأسيسه عام 2006 في إعدادِ كوادرَ مؤهَّلةٍ تُسهم في تعزيزِ العدالةِ والمساواةِ بين الجنسين في مختلفِ القطاعات.
ونوَّهت إلى عامٍ من العملِ المتواصلِ بدعمٍ من رئيسِ الجامعةِ الأردنيّة الدكتور نذيرِ عبيدات، مؤكِّدةً أنَّ هذا الدعمَ يشكّل ركيزةً أساسيّةً في استدامةِ مبادراتِ المركز وتمكينِه من مواصلةِ رسالتِه في البحثِ والتعليمِ وخدمةِ المجتمع. وأضافت أنَّ المركزَ سيبقى قريبًا من خرّيجيه، يشاركهم الطموحَ والعمل.
وقدَّمت صفاءُ درادكه، رئيسةُ لجنةِ الملتقى، عرضًا تعريفيًّا بأهدافِه التي تتمثّل في تمكينِ الخرّيجين من تبادُلِ الخبراتِ والمعرفة، وفتحِ قنواتٍ للتعاونِ البحثيّ والمهنيّ، والمساهمةِ في إطلاقِ مبادراتٍ مجتمعيّةٍ تُعزّز حضورَ دراساتِ المرأة وتأثيرَها في الحياةِ العامّة.
فيما قدَّمت هديلُ أبو حيانة، نائبةُ رئيسةِ الملتقى، في ختامِ الجلسةِ مراجعةً لأبرزِ ما تضمّنه اللّقاءُ من أنشطةٍ ونقاشاتٍ، مُشيدةً بتفاعلِ المشاركين والأجواءِ الإيجابيّةِ التي سادتْه.
وتضمَّن البرنامجُ سلسلةً من الأنشطةِ التفاعليّةِ صمّمتْها مجموعةُ The Orenda Tribe بالتعاونِ مع فريقِ الملتقى المكوَّنِ من هديلِ أبو حيانة وسمرِ طهبوب وميسِ النعيمي، لخلقِ مساحةٍ إبداعيّةٍ للحوارِ والتعبير. بطاقاتٌ ملوّنةٌ بأسئلةٍ محفّزةٍ للذاكرةِ فُتحت نوافذُ لاكتشافِ الآخر، فتحوَّل التعارفُ إلى حوارٍ صادقٍ ونسجَ روابطَ إنسانيّةً بين المشاركين.
وأعرب المشاركون عن امتنانِهم للمركزِ الذي أسهم في بناءِ وعيِهم الحقوقيّ والمهنيّ، مؤكِّدين أنَّ اللّقاءَ شكَّل نقطةَ انطلاقٍ جديدةٍ لتعزيزِ الروابطِ بينهم وفتحِ آفاقِ تعاونٍ في مجالاتِ الدراساتِ النسويّةِ والعملِ التنمويّ. وتنوَّعت تجاربُهم بين مَن يعمل في الطبِّ والتعليمِ والقانونِ والسياسة، وآخرين أسّسوا مبادراتٍ مجتمعيّةً وحقوقيّةً وُلدتْ من رحمِ دراساتِ المرأة؛ قصصٌ تؤكِّد أثرَ المركزِ الممتدَّ خارجَ أسوارِه.
وجاء الملتقى ثمرةَ تعاونٍ بين مركزِ دراساتِ المرأة وبرنامجِ WoMeNA – Women in the Middle East and North Africa الهادفِ إلى تعزيزِ المشاركةِ السياسيّةِ والاقتصاديّةِ للنساءِ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، والمنفَّذِ من قبلِ التعاونِ الدوليّ الألمانيّ (GIZ) والمموَّلِ من الوزارةِ الاتّحاديّةِ الألمانيّةِ للتعاونِ الاقتصاديِّ والتنميةِ (BMZ).
ويأتي هذا التعاونُ في إطارِ شراكةٍ تؤمن بأنَّ التنميةَ لا تزدهر في العُزلةِ، بل في الحوارِ والتبادلِ، وأنَّ تمكينَ المرأةِ يبدأ بالمعرفةِ وينضجُ بالمشاركة.
وفي ختامِ اللّقاء، أكَّدت إدارةُ المركزِ أنَّ الملتقى يشكِّل خطوةً أولى نحو تأسيسِ شبكةِ خرّيجين مستدامةٍ تعمل على دعمِ رؤيةِ المركزِ ورسالتِه في تمكينِ المرأةِ وتعزيزِ العدالةِ والمساواة، على أن تتبعَها لقاءاتٌ وورشُ عملٍ مستقبليّةٌ.
كما شدَّدت على أنَّ الجامعةَ الأردنيّة ستواصل من خلالِ مركزِ دراساتِ المرأة دعمَ خرّيجيها وتوفيرَ المنصّاتِ التي تُعزّز مشاركتَهم الأكاديميّةَ والمجتمعيّة، بما يُسهم في ترسيخِ دورِ الجامعةِ كمؤسّسةٍ رائدةٍ في مجالاتِ البحثِ والتعليمِ والتنميةِ المجتمعيّة.