افتتحت سمو الأميرة بسمة بنت طلال رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة اليوم الاحد, فعاليات مؤتمر "وصول المرأة للعدالة.. آفاق ورؤى" الذي تنظمه "النهضة العربية للديمقراطية والتنمية" (ارض) بالتشارك مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة, ومركز دراسات المرأة في الجامعة الاردنية, بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
ويهدف المؤتمر إلى ايجاد حوار علمي لتهيئة الظروف والفرص التي تمكن المرأة من الوصول إلى العدالة والمشاركة في صنع القرار, وتمكين المرأة من محاربة كافة أشكال التمييز وعدم المساواة بين الجنسين, ورفع الوعي بقيم العدالة وأهمية تحقيقها, ومركزية قضية المرأة وتغيير المفاهيم الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالأدوار القائمة على أساس النوع الاجتماعي.
وهنأت سمو الأميرة بسمة، رئيسة تجمع لجان المراءة الوطني الاردني، في كلمتها خلال المؤتمر الذي أقيم في مركز جامعة كولومبيا للأبحاث ودراسات الشرق الاوسط في عمان, "المرأة الأردنية شريكة الرجل في صنع مستقبل بلدها في مختلف مواقعها, والمرأة العربية التي تكافح من أجل أسرتها في ظل الظروف السائدة من أجل العدالة والكرامة والأمان".
وأشارت سموها، التي تتولى مهام سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الامم المتحدة للمرأة، خلال المؤتمر الذي شهد حضوراً واسعاً من المختصين والمؤسسات المحلية والدولية وعدد من السفراء في الأردن إلى أن احتفال العام الحالي استثنائي, بمناسبة مرور أربعين عاماً على الاحتفال بالعام الدولي للمرأة, وعشرين عاما على انعقاد المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين والذي شكل نقطة تحول عالمية في تاريخ المرأة.
وأكدت سموها أن كل الجهود التي بذلت للوصول إلى تمكين المرأة وإزالة كل أشكال التمييز ضدها هي في حقيقتها تأكيد على حقوق المرأة الإنسانية، مشددة على ضرورة ايجاد الضمانات التشريعية لحقوق الإنسان بصورة واضحة, واحترام المبادئ المقرة في النصوص والقواعد التشريعية من خلال توفير الضمانات القضائية والادارية التي تحمي تلك الحقوق والحريات.
ودعت إلى توجيه الجهود الوطنية إلى العمل لتعزيز مفهوم السلطة القضائية المستقلة لأن القضاء هو أداة المجتمع المتطور في تأمين احترام حقوق الإنسان وحرياته ومنع التعدي عليها وانتهاكها من أي كان فردا أو جماعة أو سلطة، مشيرة الى ان هناك تحديات ماثلة, خاصة حين تسعى المرأة للوصول إلى العدالة, أهمها عدم توفر المعلومات المطلوبة، إما بسبب عدم الوعي أو الأمية القانونية ما يمنعهن من الدفاع عن أنفسهن والحصول على حقوقهن, أو لعدم القدرة على تحمل التكاليف الباهظة للسعي نحو العدالة.
وأضافت , انالمرأة تواجه صعوبات أخرى تنبثق عن افتقار بعض العاملين في كافة مواقع منظومة العدالة إلى المعلومات حول ما يشكل انتهاكات لحقوق الإنسان للمرأة بالإافة لمن يشككون بمصداقية المرأة كضحية أو حتى كشاهدة لتبقى المرأة أسيرة خوفها من الاقتراب من المنظومة ككل, وذعرها من أن يتم وصمها بما يرفضه المجتمع.
وقالت سموها "ان واقع كثير من النساء يؤكد أن العدالة ما تزال بعيدة المنال، الامر الذي يتطلب أن نتخذ موقفا واضحا ونتجاوز خطوط التقاليد البالية ونكون الى جانب حق المرأة في الوصول إلى العدالة لضمان حقوقها الإنسانية"، مؤكدة أن الطريق إلى المساواة طويلة ومتعرجة ومرهقة، وتتطلب أن يسلكها الرجال والنساء معا جنبا إلى جنب من أجل تحقيق العدالة للجميع.
وشددت سموها على ضرورة المحافظة على الزخم الذي شهده العالم منذ أربعين عاما وضرورة الإسراع بترجمة المساواة إلى حقيقة واقعة لحياكة مبادئها في نسيجنا الاجتماعي تماشياً مع الشعار العالمي لهذا العام وهو "تمكين النساء هو تمكين للإنسانية: فلنسرع خطانا".
وتوجهت سموها بالشكر لمختلف مؤسسات المجتمع المدني التي تقدم استشارات حقوقية بدون أي مقابل ومنها النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض العون القانوني).
ومن جانبها أكدت الامينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس أن قضية "الوصول إلى العدالة"، ليست قضية مستهلكة، وأن الواقع يشير الى أنها ما تزال قضية عالقة وشائكة، وهناك حاجة لمواجهتها بجميع أبعادها, والبحث عن الفرص لتحقيق العدالة وضمان الوصول إليها من قبل النساء والرجال.
وأشارت إلى مواصلة اللجنة بتوجيهات سمو الأميرة بسمة بنت طلال, العمل مع الشركاء من منظمات المجتمع المدني والجهات الداعمة، لتنفيذ البرامج والخطط والتي تهدف إلى تمكين المرأة لتساهم في خدمة مجتمعها.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة أرض للعون القانوني الدكتور زيد عيادات ان المرأة اصبحت ضحية لكثير من المغالطات الاجتماعية والسياسية, وواجبنا العمل على تفكيك منظومة الظلم, مبينا أن المرأة هي عقل الأمة وإذا مات عقل الأمة ذبلت.
ويسعى المؤتمر, الذي أقيم بدعم من أوكسفام بريطانيا ووزارتي الخارجية النرويجية والفنلندية ومشاركة مركز دراسات المرأة للجامعة الأردنية, إلى تأسيس منتدى للحوار بين الخبراء والأكاديميين وصانعي السياسات حول وصول المرأة إلى العدالة على كل الصعد.
ويسلط المؤتمر الضوء على المعيقات التي تواجه المرأة في منطقة الشرق والأوسط وشمال افريقيا في سياق سعيها لنيل حقوقها في الوقت الذي تأثرت المرأة سلباً بالأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة التي تحيط بالمنطقة.
ويشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات, تتمحور الأولى التي تديرها امين عام سجل الجمعيات في وزارة التنمية الاجتماعية ديما خليقات حول وجهات النظر العالمية, فيما تناقش الجلسة الثانية الآفاق الاقليمية وتديرها اخصائية النوع الاجتماعي في أرض العون القانوني الدكتورة ماريا ديل مار لوغرونو, وتناقش الجلسة الثالثة الحقائق الوطنية وتديرها مديرة مركز دراسات المرأة في الجامعة الأرنية الدكتورة عبير دبابنة.
وشاهدت سمو الاميرة بسمة فيلماً قصيراً بعنوان "امرأة لامرأة" والذي يروي قصة كفاح السيدة هنادي زيدان في سبيل حصولها على العدالة, كرمت سموها زيدان التي جسدت مثالاً للمرأة الأردنية المثابرة.