الورشة التدريبيّة التي عقدها مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية
بعنوان
" المشاريع الصغيرة ودورها في التنمية الإقتصاديّة "
10-11/4/2012
على هامش الاحتفالات بالعيد الخمسين للجامعة الأردنيّة ويوم المرأة العالمي , قام مركز دراسات المراة يومي 10 و 11 من شهر نيسان 2012 وبالتعاون مع كليّة الأعمال وعمادة شؤون الطلبة بعقد ورشة عمل بعنوان المشاريع الصغيرة ودورها في التنمية الإقتصاديّة والتي توجه بها لفئة الطالبات الخريجات من مختلف كليات الجامعة الأردنيّة .
وفي مستهل هذه الورشة التي تم افتتاحها في 10/4/2012 برعاية الأستاذة الدكتورة نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا والجودة هالة الخيمي, أشارت مديرة المركز الأستاذة الدكتورة غيداء خزنة كاتبي في كلمتها الافتتاحية , بعد الترحيب بالحضور الكرام , الى أهم الأهداف العامة التي من أجلها تأسس مركز دراسات المرأة كهيئة أكاديميّة معنيّة بدراسة قضايا المرأة على كافة الصعد , كما أكدت على إهتمام المركز في المضي قدماً نحو تحقيق هذه الأهداف, من خلال الأبحاث والدراسات, ومن خلال الورشات التدريبية , والتي جاءت هذه الورشة دليلاً لدعم الاهداف والسعي الى تحقيقها.
وركزت الأستاذة الدكتورة مديرة المركز في كلمتها على ضرورة تأهيل قدرات تدريبيّة متطورة تتماشى ومتطلبات سوق العمل وخاصة تلك التي تتعلق بكيفيّة إنشاء المشاريع الصغيرة وإدارتها, كون هذه المشاريع قد تسهم في إيجاد فرص عمل للخريجين، وتخفيف الضغط عن القطاع العام في إستيعاب الأعداد الكبيرة من خريجي الجامعات .
وحسب ما أشارت اليه مديرة مركز دراسات المرأة فإن تقديرات مساهمة المرأة في سوق العمل تتراوح بين 12-26% , وهي نسبة منخفضة نسبياً, خاصة إذا علمنا بأن البطالة مرتفعة في صفوفها , وتشكل ما نسبته 23% مقابل 13% بين صفوف الشباب , وهذا يعني غياب قطاع كبير من القوى العاملة الأردنية عن المشاركة في عملية التنمية , لأسباب قد تعود الى الخيارات الشخصية أو الى مجموعة من العوامل الاقتصادية , لعل اهمها عدم الدراية باختيار المشروع الملائم ومسألة التمويل وعمليات حساب التكاليف , مع ارتفاع نسبة الفائدة على القروض .
كما أشارت الى مسألة عدم الدراية بأمور التسويق وامور العرض والطلب , وصعوبة تسويق المنتج نظراً للتشابه في نوعية السلعة المنتجة.
الى جانب التأكيد على الأسباب الإجتماعية التي تقف وراء غياب المرأة عن المشاركة في التنمية , فرغم تأكيد القوانين المحلية وكفالة الدستور لحرية العمل واختيار المهن , الا ان المرأة الأردنية تواجه عقبات اجتماعية , مرتبطة بالموروث الثقافي والتقاليد.
وقد جاءت الكلمة التي القتها الأستاذة الدكتورة نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا والجودة هالة الخيمي , لتؤكد الحقائق الأحصائيّة التي قدمتها الأستاذة رئيسة المركز في كلمتها كما أكدت على دعمها للأهداف الأكاديميّة والعمليّة التي قام من أجلها مركز دراسات المرأة بشكل عام , والأهداف التي من أجلها تعد وتنظم مثل هذه الورشات , هذه الجهود التي تعتبر بمداها البعيد متفقة ومتلائمة مع الأهداف العامة للجامعة الأردنيّة.
وأشارت الأستاذة الدكتورة نائب الرئيس الى ضرورة السعي المتواصل لتسريع عملية دمج المرأة في كافة مناحي الحياة وخاصة الإقتصادية منها، وهذا يتطلب بذل الجهود وحشد الدعم ورفع الوعي والتوجيه والتربية، واتخاذ تدابير سياسية وقانونية، كذلك تطبيق تدابير تمييزية إيجابية إنتقالية مشجعة للنساء خلال فترة معينة لتمكينها من المشاركة بشكل أفضل في الحياة العامة .
ولا نغفل الحرص الذي ابدته الأستاذة الدكتورة نائب الرئيس على إبراز أهميّة تفعيل دور حاضنات الأعمال في تنمية المجتمع وخاصة ما يتعلق بالنشاط الإقتصادي للمرأة بهدف أن يحقق الأردن هذا الطموح ويتمكن من الاستفادة من طاقات جميع أبناءه ذكورا وإناثاً. وذلك عن طريق تحقيق نوع من المساواة وتكافؤ الفرص لكلا الجنسين في الوصول للموارد والاستفادة منها. الأمر الذي لا يتأتى إلا من خلال التعرف على مجمل المعوقات التي تواجه إنخراط المرأة في سوق العمل كالتمييز في الأجور وبيئة العمل، والعمل على إزالة هذه المعوقات بتبني سياسات وقوانين أكثر حساسية للنوع الاجتماعي، وتفعيل القوانين والاتفاقيات الدولية الموقع عليها والتي تلزم الدول باتخاذ كافة التدابير لإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة كما جاء في اتفاقية سيداو واتفاقيات العمل الدولية.
أما المواضيع التي كانت مدار بحث وعمل هذه الورشة في اليومين المقررين لعمل الورشة , فجاءت ضمن أربعة محاور :
المحور الأول : مفهوم المشاريع الصغيرة ودورها في التمكين الإقتصادي للمرأة , الأستاذ الدكتور عبد المجيد العزام.
المحور الثاني : كيفيّة إختيار المشاريع, الدكتور محمد الشريدة / كلية الأعمال.
المحور الثالث : تسويق منتجات المشاريع الصغيرة , الدكتور أمجد ابو السمن / رئيس قسم التسويق - كلية الأعمال.
المحور الرابع : الإدارة الماليّة للمشاريع الصغيرة , الدكتور بشار الزعبي/ كلية الأعمال.
والجدير بالذكر أنه في نهاية اليوم الثاني من الورشة , قام مركز دراسات المرأة بتوزيع إستبانة على المشاركات في الورشة , لتقييم أهداف الورشة ومدى تحقيقها , وقد عكست بيانات هذه الإستبانات مؤشرات رضى عالية لدى المشاركات في الورشة , والمستوى العالي من الفائدة التي تحققت لديهن، وقد جائت النتائج على النحو التالي :
- التقييم العام للورشة من حيث الفائدة حصل على درجة 91%.
- تقييم الفائدة التي حصل عليها الطلاب من المدربين 90 % .
- تقييم الوقت وإدارة الزمن وتوزيعه 94 %.
كذلك في نهاية أعمال الورشة عقدت طاولة نقاش مستديرة بين الطالبات المشاركات والأساتذة المدربين و والأستاذة الدكتورة مديرة مركز دراسات المرأة , تم من خلالها مناقشة كافة جوانب الورشة وتقديم الملاحظات والمقترحات التي أجمعت في مجملها على ضرورة توسيع التجربة لتشمل المؤسسات الأكاديمية والمدنيّة لتعميم المعرفة والفائدة على نطاق واسع. مع ضرورة التركيز على أهمية هذه الخطوة التي أتاحت للطالبات المشاركات فرصة الملاحظة والنقاش والتقييم ، الأمر الذي وجد تثميناً عالياً من قبل الطالبات اللواتي شكرن الأستاذه مديرة المركز على هذه الخطوة البنائة وأعتبرنها خطوة غير مسبوقة وفكرة رائدة في منح الطلاب الكلمة وإبعادهم عن اجواء التلقي والتلقين.
كما لا نغفل من الذكر التمني الذي ابدته بعض الطالبات بضرورة توفيرالمادة التدريبيّة وتوزيعها على المشاركين قبل البدء بأعمال الورشة، الأمر الذي إختلفت حوله الآراء بسبب تشكيك الجهات المنظمة بجدوى توفير مادة تدريبية , قد تحصر إهتمام الطلاب ضمن حدود صغيرة، في الوقت الذي يتمتع فيه الطالب بقدرة واسعة على الحصول على معلومات ووثائق غير محدودة، سواءً عن طريق المكتبات أو بواسطة المواقع الإلكترونيّة , مع العلم أن المركز وضح في برنامجه التنظيمي أهم الأهداف والعناوين والخطوط العريضة لهذه الورشة .