عقد مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية اليوم بالتعاون مع جمعية النساء العربيات والجمعية العربية لعلم الاجتماع ندوة حوارية إقليمية حول قضايا المرأة العربية بعنوان "إشكاليات بناء الوعي الملائم لاستقامة المواطنة".
وقال رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات في كلمة ألقاها لدى رعايته الندوة إن المجتمعات المختلفة لها قضايا مشتركة متعلقة بالمرأة؛ لكنها قد تختلف بدرجتها وشدتها، مضيفا أن قضايا المرأة العربية أكثر إلحاحا من قضايا باقي نساء العالم، فالمساواة بالعمل وحق الإنجاب والتعلم والترشح في الانتخابات والعنف الأسري والتحرش كلها إشكاليات لا بد من التطرق لها في أماكن ومناسبات مختلفة.
وأكد عبيدات أنه يجب أن ندرك أن المرأة ليست دائما في تناقض مع الرجل؛ فالرجل في الأصل هو الحامي والصديق لها، ولا يمكن أن تكون العلاقة تناحرية وتضادية، كما إن عملية السعي لإيجاد مفاهيم جيدة لهذه العلاقة وحل الإشكاليات المتعلّقة بها يعطي للمجتمع ألقا وقوة وثباتا.
بدوره، أشار الأمين العام للجمعية العربية لعلم الاجتماع الدكتور نعيم فرحات إلى أن موضوع الندوة يُعدّ مسألة جوهرية ترتبط بالأمن الوجودي لحياة المجتمعات واستقرارها العميق، لأن وضع المرأة ودورها ومكانتها مسألة تتعدى كل المفاهيم، لافتا في كلمته إلى أن نسبة حضور المرأة في الجامعة حاليا باعتبارها طالبة وأستاذة وباحثة وموظفة ومسؤولة تُعدّ مؤشرًا واضحًا على التحولات التي حصلت في المجتمع في هذا الجانب.
كما ودعت مديرة البرامج في جمعية النساء العربيات إلى ضرورة تشكيل فريق عمل مشترك على مستوى مؤسسات المجتمع المدني والمشاركة مع المؤسسات البحثية في الجامعات العربية لتبادل المعلومات والمعرفة ودعم المبادرات المحلية المعنيّة بقضايا المواطنة وحقوق الإنسان، مشددة على أهمية إشراك النساء والمنظمات النسائية في الهيئات التنسيقية لتتصدى بدورها لمهام الترتيبات الإقليمية اللازمة، وفقا لاحتياجات وإشكاليات المجتمعات العربية كافة.
هذا وأوضحت مديرة المركز الدكتورة ميسون العتوم أن هذه الندوة التي تستمر ثلاثة أيام تتناول مسألتين أساسيتين: الأولى؛ تعمل على تعميق كثير من القضايا المتعلقة بالتعليم والعمل والمعرفة والسلطة، حيث لا تنمية دون مواطنة ولا مواطنة دون أن تشارك المرأة شقيقها الرجل في الشأن العام، ولا مشاركة في الشأن العام دون أن تنخرط المرأة في عالم صناعة الثروة وصناعة المعرفة وصناعة القرار.
وتابعت العتوم أن المسألة الثانية ستُخصّص لإشكاليات الإشراف والمنهجية، حيث يجب أن ندرك إدراكًا تامًّا بأنه لا تنمية ولا نهوض بالمجتمع وبالجامعة دون صناعة للذكاء، وأضافت بأن التركيز خلال الندوة التي جمعت ثلة من الخبراء والباحثين من مختلف الدول العربية ينصبّ على أهمية بناء وخلق عقول ناقدة ومبدعة.
إلى ذلك، فيشمل برنامج الندوة في اليوم الأول على جلستين، تترأس أولاها الدكتورة أمل العواودة من مركز دراسات المرأة، وتتناول فيها الدكتورة دوللي الصراف من لبنان محور المرأة العربية وأحجية المواطنة، فيما يتحدث الدكتور الجيلالي المستاري من الجزائر عن المرأة في الخطاب الديني.
فيما ستناقش لويزة ناطور من فرنسا خلال الجلسة الثانية التي يترأسها الدكتور حلمي ساري من كلية الآداب، دور المرأة في الأمن، بينما سيعرض الدكتور محمد فرحات من فلسطين في ورقة له، مقاربات لقضايا المرأة من زوايا مختلفة.