أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد -
استضاف مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية رئيس المركز الإقليمي للأمن الإنساني سابقا الدكتور مصلح النّجّار، للحديث عن الأمن الإنسانيّ للنساء العربيّات.
وأوضح النجار مفهوم مصطلح "الأمن الإنساني" الذي وُضع لتحويل التركيز من أمن الدولة إلى أمن الإنسان الفرد، دون أن يكون أحدهما بديلاً عن الآخر، أو مانعًا أو منافسًا له، حيث إن أمن الأفراد يصعب تحقيقه، ويغدو خاضعًا لكثير من المحدّدات في ظل وجود تهديدات لأمن الدولة، مؤكدا أن أمن الفرد والدولة، والأمن الدوليّ العالميّ، تتكامل جميعها معًا في وحدة واحدة، لا ينبغي لأحدها أن يهدّد سواه، أو أن يتعارض معه.
وأشار النجار إلى أن مصطلح الأمن الإنسانيّ برز على الساحة الدولية، وتبلور مفهومه، على أيدي مجموعة من المفكّرين والفلاسفة والساسة، ومن أبرزهم الوزير الباكستانيّ محبوب الحق، والأمير الحسن بن طلال، وبطرس بطرس غالي، ووزير الخارجية الكندي لويد إكسوورثي.
وعن مجالات الأمن الإنساني كما أفردها النجار، فهي: الأمن الغذائي، والأمن الشخصي، والأمن الاقتصادي، والأمن الصحي، والأمن الاجتماعي، والأمن السياسي، والأمن البيئي، والأمن الثقافي.
وركّز النجار على أن المجتمعات ينبغي أن تبرز خصوصيتها من خلال بلورة معايير الأمن الإنساني للنساء في هذه المجتمعات، إذ تُقاس درجة تحضُّر المجتمعات بالنظر في أحوال النساء.
كما ركز المحاضر على أن الفئات المستضعفة والضعيفة مرشحة للوقوع تحت تأثير الاختلالات أكثر من سواها، كالنساء،والأطفال والمسنّين وذوي الاحتياجات الخاصّة وأبناء الأقلّيّات العرقية والدينية والجاليات.
وقدّم النجار دراسة لواقع المرأة السوريّة واللبنانية واليمنية، وتناول أبعاد حياتهنّ ووجوه الأمن الإنسانيّ وانتقاصاته، ثمّ قدّم دراسة شاملة لواقع المشاركة السياسية للمرأة العربية، ليخلُص إلى نتائج أهمّها؛ أن الغاية الأصلية من إدماج النساء في المناصب السياسية ربّما غابت في كثير من البيئات، فالغاية تتمثّل في المشاركة لا في الحصول على منصب.
وتابع النجار أن المشكلة في انتقال المسألة إلى محاصصة سياسية، وحضور المرأة في البرلمانات ضمن الكوتا، وحضورها وزيرة ضمن نسبة مقررة؛ وهذا ليس تمثيلا سياسيا حقيقيا فاعلا، إذ إنه فهم للنخبة السياسية، أو التي يُراد لها أن تصبح نخبة سياسية، وعلى أيّ الحالين لن تتحقق من ورائهما منفعة جمعية للنساء.
وعبّر في ختام حديثه عن تخوفه من حمل المرأة العربية اليوم لهويّة قلقة، تترجّح بين شروط التقاليد والتراث والدين من جهة، وتطلّعات الحداثة والمعاصرة والنموذج الغربي من جهة أخرى.