يحتفل العالم سنوياً بيوم الشجرة، ونحن في بلدنا الحبيب أردن الخير نحتفل في الخامس عشر من شهر كانون الثاني كل عام بهذا اليوم الوطني، تأكيداً على أهمية زراعة الأشجار، لتضفي خضرة ونضرة على المشهد البيئي.
وورد ذكر أشجار عديده في القرآن الكريم والسنّة الشريفة؛ منها أشجار في الأرض، كالنخلة، والتين، والزيتون، واليقطين، والسدر، والشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عندها في صلح الحديبة، والشجرة التي كلم الله عندها موسى عليه السلام.
وهناك أشجار في الجنة، كالشجرة التي نهى الله آدم وحواء عن الأكل منها. قال الله تعالى: " وَ يَا ءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ") الأعراف:19)، وشجرة طوبى في الجنة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ" رواه البخاري. وشجرة سدرة المنتهى العظيمة الموجودة في السماء السابعة أو السماء السادسة التي انتهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في معجزة الإسراء والمعراج، قال الله تعالى: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى" ( النجم: 13-18).
وأمّا في النار- أجارنا الله منها- فشجرة الزقوم التي هي من طعام أهل النار، حيث قَالَ الله تعالى: " ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ. لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ. فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ. فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ. فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ. هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ"( الواقعة:51-56)
ولا أدّل على اهتمام الإسلام بالشجرة أنّه حث على غرسها في أحرج الأوقات؛ وقت قيام الساعة التي يغير الله تعالى فيها النظام الكوني استعدادًا لليوم الآخر، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنْ قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها" أخرجه البخاري؛ الأمر الذي يدفعنا إلى الحفاظ على هذه الثروة النباتية، لما لها من دور حيوي في حياتنا.
مدير المركز الثقافي الإسلامي
أ.د. إبراهيم برقان