دعوات من رحاب ( الاردنية) لتفعيل دور الشباب في مكافحة المخدرات
فادية العتيبي- أكّد مشاركون في ورشة عمل "وطن بلا مخدِّرات" أهميّةَ تكاتف الجهود وتضافرها بين مؤسّسات الدّولة الأردنيّة كافّة، الأمنيّة، والتّعليميّة، والدّينيّة، والمجتمعيّة؛ لمواجهة آفة المخدِّرات الّتي أضحت من المشاكل الأساسيّة الّتي تفتك بمجتمعاتنا، وفئاته المختلفة خاصّة فئة الشّباب الّتي تشكّل الغالبيّة العظمى فيه.
وأجمعوا في الورشة الّتي عقدتها وزارةُ الأوقاف والشّؤون والمقدّسات الإسلاميّة ممثّلة بمعهد الملك عبد الله الثّاني لإعداد الدّعاة وتأهيلهم وتدريبهم في الجامعة الأردنيّة، على ضرورة تعزيز الوعي الوطنيّ، والثّقافيّ، والصّحّيّ بمخاطرها على مستوى الأفراد والمجتمع، ونشر ثقافة الوقاية، وتفعيل دور الشّباب في دعم الجهود في مكافحتها؛ في سبيل تحقيق الغاية الّتي نصبو إليها، وهي "وطن بلا مخدِّرات".
والورشةُ الّتي أقيمت بالتّعاون مع إدارة مكافحة المخدِّرات في مديريّة الأمن العامّ، والمركز الثّقافيّ الإسلاميّ في الجامعة الأردنيّة، جاءت تنفيذًا لأهداف الخطّة الإستراتيجيّة الوطنيّة للوقاية من آفة المخدِّرات للأعوام (2024- 2026) الّتي أُطلِقَت مؤخّرًا ترجمةً للتّوجيهات الملكيّة بضرورة إيجاد إستراتيجيّة وقائيّة شاملة لمكافحة آفة المخدِّرات المدمّرة، ومحاربتها بشتّى أنواعها، وتجفيف منابعها.
وتضمّنت الورشةُ الّتي افتتحها مندوبًا عن وزير الأوقاف والشّؤون والمقدّسات الإسلاميّة الدكتور محمد الخلايلة، مدير عام صندوق الزكاة الدكتور عبد سميرات، جلساتٍ متخصّصةً تهدف إلى تعزيز المعرفة وتحصين المجتمع من مخاطر هذه الآفة، وذلك بحضور عميد كليّة الشّريعة في الجامعة الدكتور عبد الرحمن الكيلاني مندوبًا عن رئيس الجامعة، ومدير إدارة مكافحة المخدِّرات العميد حسان القضاة، ومدير معهد الملك عبد الله الثّاني لإعداد الدّعاة وتأهيلهم وتدريبهم الدكتور عبد الستار القضاة، وعدد من أصحاب العطوفة، والسّعادة، والفضيلة، وجمع من أعضاء الهيئة التّدريسيّة والإداريّة في الجامعة، والطّلبة.
وأثناء جلسة الافتتاح، أكّد سميرات أهميّةَ الشّراكة والتّعاون بين المؤسّسات المختلفة، الدّينيّة، والتّعليميّة، والأمنيّة؛ للتّصدّي لآفة المخدِّرات، والتّوعية بمخاطرها على الفرد والمجتمع، مستعرضًا الأدلّةَ الشّرعيّة الّتي تدلّ على تحريم المخدِّرات، ودور الأئمّة والوعّاظ في التّوعية.
وأضاف أنّه حسب الإحصائيّات الرّسميّة، فإنّ الأردنّ من أقلّ الدّول على مستوى العالم انتشارًا لهذه الآفة الّتي ما أن دخلت المجتمعات حتّى باتت تفتك بها، مشيرًا إلى تكاتف وتعاضد جهود الأجهزة الأمنيّة، والمنابر الدينيّة، والمؤسّسات التّعليميّة والإعلاميّة في التّنوير والتركيز على هذه الآفة؛ ما حدّ من انتشارها.
في حين أشار الكيلاني في كلمته الى أهميّة الخطاب الدّعويّ القويّ والفاعل في تحقيق التّغيير المنشود، وما يجتمع فيه من قطعيّات دينيّة، وحقائق علميّة، وثوابت الوطنيّة.
وقال الكيلاني إنّ إقامةَ هذه الورشة في رحاب الجامعة الأردنيّة دلالةٌ على الدّور الرّياديّ الّذي توليه الجامعة بتوجيهات رئيسها الدكتور نذير عبيدات في صياغة الخطاب الإسلاميّ الرّاشد، القادر على التّصدّي لقضايا المجتمع ومشاكله، والفاعل والمؤثّر في بناء العقول الواعية، والضمائر الحيّة، والقلوب النّقيّة، والأخلاق الزّكيّة.
وبدوره، أشار مديرُ إدارة مكافحة المخدِّرات العميد حسان القضاة، إلى حرص مديريّة الأمن العامّ على التّعاون مع الوزارات والمؤسّسات المختلفة؛ لإيصال الرّسالة التّوعويّة ومحاربة آفة المخدِّرات بأشكالها المخلتفة، عبر محاورَ عملها الثّلاثة، وهي العمليّات، والتّوعية، والعلاج.
ولفت القضاة في كلمته التّوجيهيّة إلى الإستراتيجيّة الوطنيّة للوقاية من المخدِّرات 2024-2026 الّتي جاءت ترجمةً لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثّاني ابن الحسين، وجرى إطلاقها مطلع العام الحاليّ، بالتّشارك مع أطياف المجتمع كافّة، ومؤسّساته ذات العلاقة؛ للحدّ من جريمة المخدِّرات، وانتشارها، وبناء ثقافة مجتمعيّة رافضة لها، مؤكّدًا ارتكازها على هدفين رئيسين؛ الأول؛ رفع مستوى الوعي المجتمعيّ بهذه الآفة، والثّاني؛ نشر ثقافة إعادة التّأهيل للمتعاطين ودمجهم في المجتمع.
وأثناء إدارته الورشة، أكّد مديرُ المركز الثّقافيّ الإسلاميّ الدكتور إبراهيم برقان أهميّةَ تنظيم مثل هذه الورشة الّتي تسلّط الضّوء على ظاهرة باتت تستفحل في مجتمعنا، وتفتك بشبابنا بعدّهم المحرّكَ الأساسيّ له، وما ينجم عنها من أضرار جسيمة على المستويات الصّحّيّة، والنّفسيّة، والمجتمعيّة، وأيضا الاقتصاديّة.
وأشار برقان إلى أنّ تعاونَ الجامعة بوساطة المركز الثّقافيّ الإسلاميّ في تنظيم الورشة، يأتي في إطار الجهود الوطنيّة الرّامية إلى التّصدّي لآفة المخدِّرات، ومساندة الأجهزة الأمنيّة، والمؤسّسات الدّينيّة والرّسميّة ذات العلاقة، في محاربتها عبر نشر التّوعية بمخاطرها على الأسرة والمجتمع.
وتناقش الورشةُ في جلسات أعمالها الّتي تستمرّ ليومين، عددًا من الموضوعات المتّصلة بالمخدِّرات وانعكاساتها السّلبيّة على الفرد والمجتمع، وعلاقتها بالإرهاب، ودور الوقف والتّنمية المستدامة في مكافحتها، وعلاج أسباب إدمانها، يقدّمها خبراءُ ومتخصّصون من إدارة مكافحة المخدِّرات في مديريّة الأمن العامّ، ووزارة الأوقاف والشّؤون والمقدّسات الإسلاميّة.
ففي اليوم الأوّل من الورشة، عرض الرّائدُ نبيل الرواشدة في ورقته لنبذة عن إدارة مكافحة المخدِّرات، ونشأتها، ومحاور عملها، وما توليه من دور في غاية الأهميّة لمكافحة آفة المخدِّرات والحدّ من انتشارها، متطرّقًا في الوقت نفسِه إلى أنواع المخدرات المنتشرة وأشكالها، وأسباب انتشارها، وما تسبّبه من أضرار صحّيّة، ونفسيّة، ومجتمعيّة.
وأُقيم على هامش اليوم الأوّل معرضٌ توعويّ متنقّل تابع لإدارة مكافحة المخدِّرات؛ لإطلاع المشاركين من الطّلبة والحضور على أنواع الموادّ المخدِّرة، وأضرارها، وكيفيّة تعاطيها، إضافة إلى توزيع البروشورات، والنّشرات التّوعويّة.