** علماء عرب وأتراك يناقشون تطور المصحف الشريف عبر التاريخ **

دعا علماء عرب وأتراك إلى تأسيس مركز يُعْنَى بجمع نسخ مصورة من المصاحف المخطوطة المميزة في العالم، لتوفير قاعدة معلوماتية للباحثين يسهل الوصول إليها  دون الحاجة إلى السفر وبذل الجهد والمال.

وأبانوا خلال ندوة "تطور المصحف الشريف عبر التاريخ" التي نظمها المركز الثقافي الإسلامي في الجامعة الأردنية بالتعاون مع أكاديمية القران والتفسير التركية يوم الثلاثاء 6/11/2012 وتستمر ليومين ؛ أن هناك حاجة ماسة لدراسة المصاحف المخطوطة في ظل استحالة توفر اداة لرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية مكانياً وزمانياً، سوى دراستها من خلال القراءات التي ضُبِطَتْ بها.

وقال رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة خلال حفل الافتتاح إن اهمية الندوة تنبع من اهمية الكتاب المقدس لاسيما وهو يتعرض للتشكيك والتزوير، ويمارس عليه ضغوطات من مختلف الأطياف ، مشيرا إلى أن انعقادها يأتي انسجاما مع روئ الجامعة وتطلعاتها ورسالتها، في توضيح رسالة الإسلام وإزالة الشكوك من حوله .

ولفت قاضي القُضاة وامام الحضرة الهاشمية الدكتور احمد هليل إلى أن الندوة دليل ومثال على عناية الأمة بالقران الكريم الذي يمثل صمام امان للحياة، مؤكدا على ان  احتضان الجامعة الاردنية للندوة دلالة واضحة على رعايتها للقران العظيم والتمسك بالثقافة الدينية والقيم الأخلاقية خصوصا انها منبر للتعليم وصرح علمي كبير.
واضاف ان انعقاد الندوة في الجامعة ذات طابع مختلف يتمحور في لقاء إسلامي عربي تركي، التقت فيها مؤسسات تجلية لأعظم كتاب في التاريخ للتعريف بتطور الخط والكتابة وقضايا التوثيق ودور الخلفاء الراشدين في ذلك .


بدوره أكد مدير المركز الدكتور أحمد شكري على أهمية بحث مسيرة المصحف الشريف على مرّ عصور الحضارة العربية الإسلامية، وتتبع رحلته عبر التاريخ مروراً بجمع أبي بكر الصدّيق للصحف، ونسخ عثمان بن عفّان لها في عدة مصاحف، وليس انتهاء بانتشار المصاحف بعد ذلك في الأمصار والبلدان .

 

الجلسات


قدم الباحث العراقي الدكتور غانم الحمد المتخصص في علم رسم المصاحف في الجلسة الأولى ورقة تناول فيها المصاحف المخطوطة، ركزت في محاورها حول التعريف للمصحف، وتبيان لتاريخ ظهوره،  بالإضافة إلى قراءة علمية موضوعية لوظيفة المصحف الأساسية، واطْلاع الحضور على آليات حفظ النص الكريم وسبل تيسير التلاوة.

وقسّم الحمد  في استعراضه لمراحل تطور المصحف الشريف إلى ثلاثة أجيال؛ جيل المصاحف العثمانية المجردة، وجيل المصاحف المنقوطة بطريقة الدؤلي وجيل المصاحف المضبوطة بعلامات الخليل.
ولفت حمد إلى أهمية المصاحف المخطوطة من الناحية التاريخية مختصرا إياها بحفظ الله تعالى للقران، ومن الناحية العلمية عرج على أهميتها من ناحيتين هما علم القراءات و علم الضبط  .
وفي الجلسة الثانية  استعرض أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة الملك سعود الدكتور محمد بن فوزان في ورقته  نماذج وأمثلة من عناية الأمة بالقرآن الكريم.

وسلط الفوزان الضوءً على طرائق تدريس القرآن الكريم، وأوجه اختلافها من بلد لآخر ومن جيل إلى جيل، لافتا إلى مدى استفادة المجتمعات المسلمة من تلك الطرائق ونقلها وتطويرها، ما يستوجب وفقا للفوزان إبراز أسباب انتشار بعض روايات القراءات القرآنية، وانتقالها بين البلاد المسلمة.

معرض مخطوطات القران


وأقيم على هامش الندوة التي تعتبر الأولى من نوعها محلياً، معرضاً في بهو مكتبة الجامعة يستمر حتى 15 الشهر الحالي ، تضمّن 54 نسخةَ مخطوطة ووثيقة تعاين سيرة المصحف ومسيرته، بدءاً من وثائق تمثّل أربع أوراق بردى محفوظة في متحف قصر الباب العالي في تركيا، ومنسوبة إلى عهد الرسول، وأوراق منسوخة من مصاحف عثمان في تركيا وطشقند في أوزبكستان والقاهرة وبطربسبورغ في روسيا، ونسختين من مصحف علي بن أبي طالب، أحدهما محفوظ في تركيا والآخر في العاصمة اليمنية صنعاء، ومروراً بمصاحف مهمة في السياق الإسلامي المختص بهذا العلم، مثل مصحف ياقوت المستعصمي، وابن البواب، والحافظ عثمان وغيرهم، وأخيرا نسخ من المصحف الهاشمي الشريف المطبوع في الأردن.