اعتدنا على رؤية صغار السن ومتوسطيه يسعون إلى العلم والتعلم، واستقر في أذهاننا العبارة التي تؤكد ذلك (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) ولذا فإن عددا منا يستنكر ويستغرب مشهد كبار السن الذين يسعون إلى التعلم، ظنا منهم أن العلم الجديد مع تقدم السن لن يجد له مكانا في العقل، وأن عقل المتقدم في السن قد وصل إلأى حالة الاكتفاء والإشباع، كما استقر في أذهان كثير من الناس أن طلب العلم مع تقدم السن عيب وعار على فاعله، وكيف يقصد كبير السن من هو أصغر منه سنا ليتعلم منه، وكل هذه الظنون خطأ ومخالفة للصواب، فالعلم متاح لكل من أقبل عليه وبحث عنه، وتتحطم قيم كبير وصغير في هذا الميدان أمام قيم طلب العلم والجد فيه والارتقاء من خلاله.
مرت في ذهني هذه الأفكار حين شاركت في حفل التخرج الذي أقيم في المركز الثقافي الإسلامي قبل أيام ورأيت كثيرا من المشاركات المحتفى بتخرجهن وحصولهن على الشهادات والإجازات ممن تقدم بهن السن قليلا أو كثيرا، وهن متمتعات بهمة عالية ومعنويات عظيمة، وسرور بالغ بما حصّلن من علم وما وصلن إليه من ثمار يانعة، فهنيئا لهن بما أنجزن، وجزى الله خيرا من علمهن، وبارك الله في الجهود الطيبة المتواصلة في خدمة القرآن وأهله.