كلمة المدير في ندوة مجتمع آمن بلا عنف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين،

 

        أيها الضيوف الكرام يسرني أن أرحب بكم أجمل ترحيب نيابة عن الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنية، راعي هذه الندوة، والتي ينظمها المركز الثقافي الإسلامي بالجامعة الأردنية، بالتعاون مع مديرية الأمن العام الموقرة، العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن.

إنَّ المركز الثقافي الإسلامي يتبنى مبادرةً بحثية أطلقها فيه الأستاذُ رئيسُ الجامعة، تدرس ظاهرة العنف في الجامعات الأردنية بمنهج متعدد التخصصات، وتهدف إلى تحليل الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة من الناحية النفسية والاجتماعية، للوصول إلى حلول ناجعة لها بإطار ديني إصلاحي تربوي.

إن ظاهرة العنف الاجتماعي عموماً ومظهرها الأسري والجامعي خصوصاً تعدُّ من الأمور الدخيلة على مجتمعنا الخيِّر الآمن، ولمَّا كان الأمن أساسَ قيام الحضارة وأساسَ الاجتماع، كان لا بد من تكثيف الجهود لمعالجة هذه الظاهرة منذ بدايتها، ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوة المباركة إن شاء الله.

الإخوة الكرام، لقد نهى ديننا الحنيف عن كل أسباب الفرقة والإساءة بين المسلمين، وحث على التعاون والبر والتقوى والرفق، فقال الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، وعن جابر   أنه قال: جاء رجل إلى النبي   فقال: يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ فقال: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". وعن أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:" مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَه".

 

كما وحثنا ديننا الحنيف على المسامحة وكظم الغيظ والإحسان، ومقابلة السيئة بالحسنة، قال تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، وقال عزّ وجلّ أيضاً: [وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين].

        وقد وجهنا ربنا الحكيم إلى الإعراض عن الجاهلين تجنباً لأسباب الفتن والمشاكل، فقال تعالى: "خُذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، وقال أيضاً واصفاً عباد الرحمن الذين ارتضى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً".

وقد رغبنا أيضاً بالصبر والمغفرة وإصلاحِ ذات البين؛ فقال تعالى: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ". وقال عز القائل: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

 

        أيها الحضور الكريم، اسمحوا لي أن اتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في الإعداد لهذه الندوة وإنجاحها، وأخص بالذكر عطوفة الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة راعي الندوة، ومديرية الأمن العام الموقرة، والنقيب طلال بيك العلاوين رئيس قسم التوجية المعنوي، وإدارة المسرح الشرطي وأعضائه الكرام، وإدارة حماية الأسرة الموقرة، ودائرة قاضي القضاة الموقرة، وأسرة المركز الثقافي الكريمة، والشكر موصول لكم جميعاً على حضوركم هذه الندوة، والتي أسأل الله أن تكون مثرية مباركة لنا جميعاً.