طرق التعامل مع التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في ظل وسائل التطور التقني

بما أن الآثار السلبية والمخاطر التي تواجه الأسرة المسلمة نتيجة التطور التقني يمكن تحديدها كما ذكرنا في مقال سابق، فإن  الحل بشكل إجمالي يكمن في التركيز على الايجابيات والعمل على تعزيزها، وتحديد المخاطر والسلبيات التي تواجه الأسرة المسلمة وسبل معالجتها، وفي ما يلي بيان لأهم الوسائل والطرق التي على الأسرة المسلمة اتباعها من أجل تعظيم الفائدة والتقليل من السلبيات التي تهدد الأسرة المسلمة، وهي:
1- لا بد من إعادة تفعيل دور الأسرة والتركيز عليها بأن تكون -كما أرادها الإسلام- نواة المجتمع، بحيث تقوم بوقاية أعضائها وتحصينهم من الآثار السلبية للتطور التقني، فالأسرة عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية ومعرفة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات تقوم بتعليم وإلزام أفراد الأسرة باتباع كل ما من شأنه أن يوصلهم إلى بر الأمان وإدامة سبل النجاح والانسجام فيما بين أعضائها ، وكذلك على الأسرة المسلمة النظر إلى وسائل التطور التقني بشيء من الجدية والحزم، وعليها أن تحسن التقدير في التعامل مع هذه الوسائل، وذلك حتى نعتاد عليها بحيث تصبح نمط حياة لنا ولأفراد أسرتنا فيما بعد بدون أن تتسبب لنا في الإيذاء الفكري أو السلوكي أو النفسي .
2- عدم الارتباط بهذه الوسائل بشكل مبالغ فيه، حيث إن أساسيات المشكلة لدى الأسرة المسلمة والمجتمع الإسلامي تكمن في سوء استخدام هذه الوسائل أو الارتباط بها بطريقة مبالغ فيها، لذلك على الأسرة اتباع مجموعة من الأسس والقواعد التي تعمل على الحد من خطورة هذه الوسائل ومنها  :
‌أ. أن يكون الآباء قدوة للأبناء والآخرين، وذلك من خلال مراقبة النفس والسلوك وتنظيم الوقت ، وغرس مراقبة الله في نفس الفرد منذ طفولته.
‌ب. اتباع نظام أسري محدد ومنظم مثل تخصيص وقت محدد يومياً لجلوس أفراد الأسرة مع بعضهم ومع الآخرين، والتواجد في غرفة الطعام وتناول الوجبات بشكل جماعي، وكذلك إغلاق هذه الأجهزة أو تحديد أوقات استخدامها، والعمل على ممارسة نشاطات رياضية أو ترفيهية بشكل جماعي، وتشجيع الأطفال على القراءة ، من خلال إنشاء مكتبة في البيت تساعدهم على ذلك.
‌ج. عدم استقبال الأهل والأصدقاء أمام التلفاز أو أجهزة الحاسوب لتتاح الفرصة للتحاور والتفاعل والتشارك في الأفكار والآراء.
3- تدريب الأبناء على تقدير أولويات الحياة، بحيث لا يكون استخدام وسائل التطور التقني أو التعلق بها على حساب أشياء أخرى مثل الصلاة، الدراسة، الواجبات الأسرية والعلاقات الاجتماعية، بل لا بد من المتابعة والإرشاد المستمر من أجل إبعادهم عن دور المتلقي فقط، بل حثهم على الاستفادة من هذه الوسائل وتنمية قدراتهم الدينية والفكرية والأخلاقية والعلمية والروحية .
4- توظيف هذه الوسائل في نشر الإسلام ورسالته والدعوة إلى الله وخدمة القرآن الكريم بالإضافة إلى نشر الفضائل والمثل والقيم الإسلامية وكل ما يخدم الإنسانية في شتى أنواع العلوم من تربية وتعليم وصحة ورياضة، وذلك من خلال إنشاء القنوات الفضائية الهادفة ورعاية الشباب المبدع لإثراء محتوى هذه الوسائل بالبرامج والمعلومات المفيدة .