مقومات نجاح الأسرة المسلمة: اختيار الزوجة
مقومات نجاح الأسرة المسلمة: اختيار الزوجة
اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بتكوين الأسرة الصالحة القوية المؤمنة، وجعل الزواج وسيلة نافعة لحماية المجتمعات من الفساد الأخلاقي والاجتماعي،  فوضع قواعد محكمة، ومبادئ سليمة لاختيار الزوجة، كي يكون الزواج في غاية التفاهم والمحبة إن اهتدى  الناس بهديها، ومشوا على نهجها.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يعنوا باختيار زوجاتهم، وأن يحسنوا الاختيار. فقال عليه الصلاة والسلام: "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء" ، وفي ما يلي توضيح لأهم الضوابط والأحكام المتعلقة باختيار الزوجة:
أولاً: الاختيار يجب أن يكون على أساس الدين.                                                   
 فالدين من أهم الأسس وأعظمها أهمية وخطورة، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم راغبي الزواج بأن يظفروا بذات الدين من اجل أن تقوم الزوجة بواجبها  الأكمل من أداء حق الزوج، وأداء حق الأولاد، وأداء حق البيت .
وفي ذلك يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ( تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها, فاظفر بذات الدين تربت يداك)  .
 
وبالمقابل أرشد النبي صلى الله عليه وسلم ولي أمر المخطوبة بأن يبحثوا عن الخاطب ذوي الدين والخلق ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية الأسرة، وأداء حق الزوجة .
يقول النبي -صلى الله على عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) .

ثانياً: حسن الخلق.                                                              
ومن الضوابط التي وضعها الإسلام في اختيار أحد الزوجين للآخر أن يكون الانتقاء لشريك الحياة من أُسرة عريقة عرفت بالصلاح والخلق الحسن، وأصالة الشرف، لكون الناس معادن يتفاوتون فيما بينهم وضاعة ً وشرفاً، ويتفاضلون فساداً وصلاحاً .
فإذا كانت المرأة سليطة، بذية اللسان، سيئة الخلق، وكافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع .
فقد روى الدار قطني عن أبي سعيد الخضري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء) .
وروى النسائي عن أبي هريرة ان الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "خير نسائكم من إذا نظر اليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها، حفظته في نفسها وماله".
ثالثاً: أن لا تكون من القرابة القريبة:
يستحب تزوج الغرائب، حرصاً على نجابة الولد، وضماناً لسلامة جسمه من الأمراض الوراثية، وتوسيعاً لدائرة التعارف الأسرية، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من زواج القرابة حتى لا بنشأ الولد ضعيفاً، وتنحدر إليه أمراض أبوية وأجداده .
رابعاً: أن تكون المرأة ولوداً:
وذلك ليتحقق الغرض الأسمى من الزواج وهو النسل، وتعرف المرأة الولود من خلال النظر في حال أمها وأخواتها المتزوجات، فإن كنَ من الصنف الولود، فعلى الغالب هي تكون كذلك ، روى أبو داود والنسائي أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله إني أحببت امرأة ذات حسب ومنصب ومال، إلا أنها لا تلد، أفأتزوجها؟ فنهاه عن الزواج منها،  وقال: "تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم".

خامساً: أن تكون المرأة بكراً:                                                 
لتكون المحبة بينهما أقوى والصلة أوثق، فالطباع مجبولة على الإنس بأول مألوف .
روى أبو داود والنسائي عن جابر رضي الله عنه قال: لما تزوجت، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تزوجت؟ قلت: تزوجت ثيباً، فقال: هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك".