تحدثنا في المقال السابق عن الواجبات التي أوجبها الإسلام على الزوج تجاه زوجته من أجل إنشاء أسرة تنعم بالسعاة والطمأنينة التي أرادها الله لهذه الأسرة التي تعتبر اللبنة الأساسية في المجتمع، وكذلك أوجب الإسلام على الزوجة حقوقاً تجاه زوجها ينبغي أن تقوم بأدائها وهي مسؤولة أمام الله عز وجل إذا قصرت فيها وذلك امتثالاً لقوله تعالى: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)) [سورة البقرة: 228] ومن هذه الواجبات ما يلي: أولاً:- طاعة زوجها بالمعروف: وطاعة الزوجة لزوجها من أعظم حقوق الزوج، وهي أثر من آثار عقد الزواج، ولما كان الإنفاق واجباً على الزوج اقتضى ذلك أن تكون القوامة بيده ، قال تعالى: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) [سورة النساء: 34]، والقوامة تقتضي أن يكون للزوج حق الطاعة على جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الزوجة . فقد روى الإمام أحمد وغيره عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت بعلها (زوجها) دخلت الجنة)). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت آمر أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)). ويجب على الزوجة أن تمتثل لأمر زوجها فيما هو مباح شرعاً، فإن أمرها بما نهى الله عنه كشرب الخمر أو ترك الصلاة وغير ذلك، فلا يجب عليها الامتثال لأمره ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).
ثانياً:- المحافظة على عرضه وماله: وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ)) [سورة النساء: 34]، فحفظها للغيب يكون بحفظه في ماله وعرضه، ولا تأذن لأجنبي بدخول بيت زوجها أثناء غيابه ، روى الإمام أحمد عن عمرو بن الأحوص عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهونه، ولا يأذن في بيوتكم من تكرهونه)). ومن واجبات الزوجة أن تحافظ على أموال زوجها انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم في صفات الزوجة الصالحة: ((وإذا غاب عنها حفظته في نفسه وماله))، وتكون المحافظة على أموال الزوج بأن تنفق المال في مكانه من غير تبذير وإسراف وأن لا تعطي شيئاً من ماله لأحد إلا بإذنه، وأن تكون مدبرة في إنفاق مال زوجها، وأن تظهر الرضا بما يحضره الزوج من نفقة للبيت من غير تبرم ولا سخط .
ثالثاً:- تربية الأولاد: من المهام الجليلة التي تقع على عاتق الزوجة تعهد الأولاد بالرعاية والتربية، وأن تتحلى بالصبر والرحمة في معاملتهم، ولا تكثر من زجرهم أو ضربهم أو الدعاء عليهم، وأن تربي أبنائها على الطهر والعفة والشجاعة الصدق وغيرها من الخصال الحميدة، ولقد اعترف الإسلام بفضل المرأة في تربية الأولاد لذا جعل الجنة تحت أقدام الأمهات .
|