كلف الإسلام كلا من الزوجين بحقوق مشتركة ينبغي على كل منهما أن يسعى إلى أدائها حفظا للحياة الزوجية من العبث وإخضاعها للأهواء، ومن أهم الحقوق التي يجب مراعاتها ما يلي: أولاً: التعاون على طاعة الله تعالى فيجب على كل من الزوجين إسداء النصح للآخر،وتذكيره بالله إذا أخطأ أو نسي، وأن يكون كل منهما عونا للآخر على آداء العبادات، وفعل الخيرات ، يقول تعالى"وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍيَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد أبو داود:"رحم الله رجلا قام من الليل فصلى،وأيقظ امرأته فصلت،فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت،وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء". وقد كانت الزوجة الصالحة من السلف تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله: اتق الله ولا تكتسب من حرام، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار . ثانيا: حسن العشرة وحل الاستمتاع فعلى كل من الزوجين أن يحسن معاشرة الآخر، وأن يعامله بالحسنى والمعروف لقوله تعالى :"وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، وقوله تعالى :"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، ومن حسن العشرة أن يبعد كل من الزوجين عما ينفر منه الأخر، والسعي إلى ما يرضي،والتعاون على دفع الشر وجلب الخير، والإخلاص في أداء الواجب مع العطف والتسامح وحسن الحديث واحترام الرأي، وما إلى ذلك مما تقتضيه الحياة الزوجية من أسباب السعادة والإطمئنان ليدوم الوفاق والوئام . ولكل من الزوجين حق الإستمتاع بصحابه، يقول تعالى:"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْمِنْأَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًالِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"، وهذا أمر تدعو إليه الفطره ، ويتوقف عليه التناسل، فعلى كل منهما أن يلبي داعي الفطرة البشرية ولا يمتنع على الآخر ما لم يكن هناك ما يمنعه من حيض أو نفاس أو مرض أو غيرذلك من الموانع . ثالثا : حرمة المصاهرة فبعد الزواج تحرم على الزوج مؤبدا أصول الزوجة، كما تحرم فروعها بالدخول، وتحرم أخواتها مؤقتا، كما يحرم عليه أصوله وفروعه . رابعا: حق التوراث فإذا تم عقد الزواج الصحيح ثبت لكل من الزوجين أن يرث الآخر إذا مات، سواء كان ذلك قبل الدخول أو أثناء قيام الزوجية حقيقة أو حكما -أي في العدة من طلاق رجعي- مالم يوجد مانع من الميراث . خامسا: ثبوت نسب الولد من الآثار المشتركة بين الزوجين المترتبة على عقد الزواج الصحيح حق أولادهما في انتسابهم اليهما، وأن يعيشوا بينهما وفي حضانتهما ورعايتهما، تحفهم المحبة والحنان، وأن يرعاهم كل منهما أحسن رعاية .
|