كيف نعود ونحبب ابنائنا الصلاة
كيف نعود ونحبب ابنائنا الصلاة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين، أما بعد:
كما نعلم جميعاً فإن  الصلاة هي أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين، وهي الركن الثاني من لأركان الإسلام، تصديقاً لقوله عليه السلام "بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمصان، وحج البيت من استطاع اليه سبيلا". والصلاة كذلك عمود الدين، لقوله صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمـرِ الإســلام، وعمــوده الصـلاة، وذروة سنامه الجهاد"، كما أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
وفي الصلاة الكثير الكثير مما ينفع النفس البشرية فهي أفضل الاعمال الى الله إذ بصلاحها يصلح العمل، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وسبب للسعادة والفلاح، كما انها نور في وجه صاحبها وقبره ويوم القيامة، وهي تكفر الذنوب وتدخل صاحبها في رحمة الله وغير ذلك الكثير من الامور مما ورد في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وبالتالي فهي سبب بدخول الجنة.
مما تقدم يتبين لنا فضل الصلاة ومكانتها في الاسلام، وأثرها في حياة الفرد المسلم إن التزم بها قولاً وعملاً، إلا اننا نلاحظ أن هناك تقصيراً واضحاً من قبل ابنائنا وبناتنا في الالتزام بالصلاة وبكيفية ادائها والمحافظة على مواعيدها، لذلك أود أن أبين بعض الإمور التي من شأنها أن تشجع وتحبب ابنائنا في الصلاة والداومة عليها، ومنها ما يلي:
1. تعويد الابناء على الصلاة منذ الصغر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أأمروهم لسبع وأضربوهم عليها لعشر"، وكما يقول المثل: "العلم في الصغر، كالنقش في الحجر"، فإن أهملت الصلاة في الصغر، ستكون ثقلية عند الكبر، غير أنه لا يجب أن يكون الأمر للصلاة بأساليب فضة كالضرب والتعنيف والتخويف، بل يجب اتباع اساليب الترغيب والمكافأة والتدرج في العقوبة لكي لا ننفر الابناء من الصلاة.
2. إفهام الأطفال معنى الصلاة، ولماذا نصلى، وذلك لأن الأطفال يريدوا أن يعرفوا لماذا نعمل شئ معين، لذلك علينا أن نعلم الأطفال بإسلوب بسيط فضل الصلاة وأن نعلمهم اننا نصلي رجاء في مغفرة الله وأن الصلاة من الاعمال التي يحبها الله ويدخلنا بها الجنة وما الى ذلك مما قد يؤثر إيجابياً في نفوس ابنائنا.
3.  إلتزام الوالدين في الصلاة وتأديتها بشكل سليم وعلى وقتها أمام  الابناء، والتركيز على أن يقوم الابناء المكلفين بها أيضا مما ينعكس إيجابياً على الصغار، وكذلك تعويد الصغار على مشاهة الصلاة والوقوف بها واصطحابهم للمسجد.
4. إقامة جلسات عائلية منتظمة في البيت لقراءة القرآن، والصلاة على رسول الله، والحديث عن الصلاة وامور الدين ومشاركة الابناء فيها وسماع اراءهم والأخذ بها أو تصحيحها إن لزم ذلك مما ياسعد في تنشئة الابناء تنشئة إسلامية صحيحة ومتوازنة.
5.   التدرج في تعليم الابناء الصلاة، فبعد تعليمهم أحكام الطهارة والوضوء نعلمهم تأدية الفروض بشكلها الصحيح ومن ثم ننتقل الى النوافل وهكذا.
6. إستغلال وسائل التسلية والترفيه الحديثة المحببة للأطفال -مثل أشرطة الفيديو، الكمبيوتر، الانترنت - وغيرها مما يساعد في تعليم الوضوء والصلاة ولا يتعارض مع أحكام الدين.
7. التركيز على الصحبة الصالحة للابناء وخصوصاً في سن المراهقة، فعلى الوالدين البحث والتحري والتوجيه بطرق مقبولة عن أصدقاء ابناءهم من خلال السماح بدعوتهم للبيت مثلاً وقيام الوالدين بالحجيث معهم ومحاولة فهم افكارهم وتوجهاتهم وميولهم وتربيتهم وما الى غير ذلك من الامور التي تضمن الصحبة الصالحة المعينة للابن والاهل على حد سواء.
8. التضرع الى الله عز وجل بالدعاء، قال تعالى "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبَّل دعاء" (إبراهيم:40)، رب اجعلني مقيم الصلاة أي محافظاً عليها مقيماً لحدودها، ومن ذريتي أي واجعلهم كذلك مقيمين لها يعني بذريته.
وختاماً، لا بد من التذكير أن كل ذلك لا بد أن يرافقه الصبر وحسن المعاملة من أجل أن نغرس في ابنائنا حب الصلاة والمواضبة عليها وإدراك اهميتها وقيمتها والفائدة منها والخير الذي يعود علينا إن قمنا بها خير قيام، والله اسأل أن يوفقنا ويهدينا لما هو خير لديننا ودنيانا، وأن يعيننا وابنائننا على الصلاة والقيام وقراءة القرآن.