ورشة عمل بعنوان "التغير المناخي وسبل
التكبف والحد من اثاره" نظمها مركز المياه والطاقة والبيئة في الجامعة
الأردنية
أبدى خبراء وباحثون بيئيون تخوفهم من ظاهرة التغير المناخي، وتفاقم
عواقبها بشكل متسارع، لما يترتب عليها من
اثار شاملة وعميقة على النمو الاقتصادي والاجتماعي العالميين، وأكدوا أن الهطولات المطرية
الغزيرة التي تميزت بشدتها وشهدتها العديد من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا مثل
ومصر ودول الخليج العربي وأيضا الأردن في السنوات الخمس الاخيرة والتي تسببت بحدوث
الفيضانات والسيول، ما أدى الى خسائر بشرية ومادية جسيمة هي دليل على التغير
المناخي.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز المياه والطاقة والبيئة في
الجامعة الأردنية بعنوان "التغير المناخي وسبل
التكبف والحد من اثاره" والتي شارك فيها زهاء خمسين من الخبراء والأكاديميين
والمتخصصين في شؤون البيئة والتغيرات المناخية من جامعات ومراكز بحثية محلية
واقليمية وعالمية. والورشة التي استمرت
أعمالها ثلاثة أيام، هي الأخيرة ضمن سلسلة الورش التي عقدت ضمن مشروع الإدارة
المستدامة للموارد المائية في الدول النامية (SWINDON) والمدعوم من مؤسسة الداد الألمانية.
وبين مدير مركز المياه والطاقة والبيئة الدكتور خلدون شطناوي أهمية
المشروع ومساهمته في بناء قدرات العاملين في قطاع المياه، والحرص على استمرار
تبادل الخبرات في مجال الإدارة المستدامة للمياه، والبحث عن أفضل السبل للتكيف مع
التغير المناخي اقليميا ودوليا.
وأكد الشطناوي إسهامات المركز في المشاريع القائمة، سعيا لإثراء
القطاع المائي والوصول إلى مستوى أعلى من التنسيق، لتحسين استغلال الموارد المائية
في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة استمرار الجهود لمواكبة التطورات والتغيرات الحاصلة
في القطاع، واستدامة العمل لزيادة القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
منسق المشروع في الجامعة الدكتور عباس العمري قال إن المشروع يتطرق
لقضايا وموضوعات جديدة وطارئة على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية والتي
تؤثر على مختلف جوانب الحياة، الأمر الذي من شأنه إثراء المعرفة العلمية وتعزيز
الأنظمة التعليمية والأكاديمية وتوثيق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية
الاقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن الجامعة تعتبر شريكا رئيسيا في المشروع إلى
جانب جامعة مؤتة من الأردن، إلى جانب مشاركة جامعات ومراكز بحثية من تركيا ومصر
وتونس والمغرب والمانيا.
ووفقا للعمري، فإنه وبحسب تنبؤات توصل إليها باحثون عن التغيرات المناخية
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن التوقعات تتجه نحو حدوث تراجع في كمية
الهطول المطري وارتفاع في درجات الحرارة، ما يؤدي إلى انخفاض في المصادر يقابله
ارتفاع على الطلب ما يتسبب في اتساع الفجوة بينهما، لافتا إلى أن هذه الورشة ستسهم
في وضع تصورات وسيناريوهات محتملة للوقوف على تلك الآثار السلبية المتوقعة لظاهرة
التغير المناخي وطرق التخفيف منها والتكيف معها.
وخلال افتتاح أعمال الورشة، قالت نائب رئيس الجامعة الأردنية لشؤون
الكليات العلمية الدكتورة كفاح الجمعاني في كلمة لها إن منطقة الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا تعد من أفقر المناطق في العالم من حيث الموارد المائية ما ينعكس سلبا على
تنميتها الاجتماعية والاقتصادية لافتة إلى أن التوقعات السلبية للتغير المناخي
ستفاقم الأزمة وتزيد من التبعيات والآثار السلبية لها. وأشارت إلى أن الأردن أدرك حاجته إلى وضع حلول للتكيف مع الآثار البيئية
والاقتصادية والاجتماعية للتغير المناخي للحفاظ على تنميته الاقتصادية والاجتماعية.
في حين أوضح مستشار وزير الزراعة والبيئة للشؤون الفنية الدكتور
جهاد السواعير أن الأردن مثل باقي بلدان العالم، يتأثر بتغير المناخ، وقد يزداد
تأثرا في قطاعي المياه والزراعة إلا أن نسبة تسببه في تغير المناخ ضئيلة جدا إذا
ما قورنت بنسبة تأثره والتي تفوقها بكثير.
وقال ان الأردن ملتزم بمسؤوليته العالمية من خلال مساهمته في
الجهود الدولية الرامية للتخفيف من تغير المناخ ومكافحته، مشيرا إلى إطلاق الأردن
لسياسة تغير المناخ (2013-2020)، وإمكانية تمديدها حتى عام 2030، التي تسلط الضوء
على الآليات التي يتبعها الأردن فيما يتعلق بمسائل مثل التكيف والتخفيف والتمويل
ونقل التكنولوجيا، والتزامه في تنفيذ بنود الاتفاقيات المتعلقة بالتكيف مع تغير
المناخ وبناء قدرة المجتمعات على الصمود، وغيرها من الاستراتيجيات التي يتبعها.
وناقشت الورشة في جلسات أعمالها عددا من المحاور تناولت موضوعات
حول آثار التغير المناخي على القطاعات المختلفة، وطرق التكيف معها من خلال اللجوء
للمصادر غير التقليدية بدلا من التقليدية كما هو الحال في قطاعي المياه و الزراعة،
وإمكانية استخدام المياه المعالجة، والحصاد المائي، وسبل زيادة فعالية شبكات توزيع
المياه، وشبكات الري.