نظَّمَ مركز التّميُّز في التّعلّم والتّعليم في الجامعة الأردنيّة، بالتّعاون مع كلّيّة اللّغات الأجنبيّة ورشةَ عملٍ بحثيّةً دوليّةً متخصّصةً بعنوان: "الذّات والمجتمع والبيئة المبنيّة: رسمُ خرائطِ الذّاكرة/العقل". بمشاركة نخبة من الأكاديميّين والباحثين من الجامعة الأردنيّة، وجامعة النّجاح الوطنيّة، وجامعة لانكستر، إضافةً إلى باحثين مستقلّين.
وأدارت فعّاليّاتِ الورشة، التي أقيمت في رحاب كلّيّة الملك عبد الله الثّاني لتكنولوجيا المعلومات، الدّكتورة بيان العمّوري من قِسم اللّغة الإنجليزيّة وآدابها في كلّيّة اللّغات الأجنبيّة، بالتّعاون مع الدّكتورة ليندسي مور من قِسم اللّغة الإنجليزيّة والكتابة الإبداعيّة بجامعة لانكستر في المملكة المتّحدة.
هدفَت الورشة إلى استكشاف العلاقات المتشابكة بين الذّات الفرديّة والجماعيّة والمجتمع والتّاريخ والذّاكرة، وكيفيّة تجسُّدها وتشكّلها ضمن البيئة المبنيّة والمكانيّة.
كما سعت إلى فَهمٍ أعمقَ لكيفيّة استخدام أدواتِ رسمِ الخرائط التّقليديّة والرّقميّة، إضافةً إلى الخرائط الذّهنيّة والأدبيّة، في استعادةِ الذّاكرة الثّقافيّة، وتحليل الهُويّات، وفَهم التّحوّلات الاجتماعيّة والتّاريخيّة للمجتمعات.
حيث تناولَت الدّكتورة تهاني الخطيب من كلّيّة تكنولوجيا المعلومات في الجامعة دَورَ الذّكاء الاصطناعيّ وتقنياتِ المعلومات الجغرافيّة (GeoAI) والمعالجةِ اللّغويّة الطّبيعيّة (NLP) كحلولٍ حديثةٍ لتحليلِ الخرائط التّاريخيّة، وترجمةِ النّصوص القديمة، وإعادةِ بناء السّرديّات الثّقافيّة المفقودة، مع التّركيز على حالة "بلاد الشام" كوحدةٍ ثقافيّة.
وتحدّثَ الدّكتور أحمد البشابشة، الباحث في مجال العلوم الشّرعيّة، عن أهمّيّة رسم خرائط الذّاكرة المكانيّة في الإسلام (القرآن والسنة) كشكلٍ من أشكال المقاومة ضدَّ الطّمس الجغرافيّ وكوسيلةٍ لترسيخ الهُويّة.
كما استعرض الدّكتور محمد حمدان من جامعة النّجاح الوطنيّة، أثر السّرد المكانيّ في بناء الهُويّة الجماعيّة.
من جهتها، تناولت الدّكتورة "ليندسي مور" كَيفَ يُعيد الكتّاب الفلسطينيّون المعاصرون رسم خرائطِ المدن الفلسطينيّة أدبيًّا وتخييليًّا كفعلٍ لاستعادة الذّاكرة والهُويّة في مواجهةِ محاولاتِ طمسها، فيما ناقش الدّكتور يوسف أبو عامريّة من كلّيّة اللّغات الأجنبيّة رسمَ خرائطِ الهُويّة في روايات الشّتات العربيّ المعاصرة، من خلال تحليل تمثيلاتِ المكان والذّاكرة. كما تطرَّقَ الدّكتور زياد المخامرة إلى الطّرق الحديثة في رسمِ الخرائط، ودَور الصّورة في تحديد الانقسامات الثّقافيّة داخل المجتمعات.
وتضمّنَ الجزء الثّاني من الورشة تطبيقًا عمليًّا تفاعليًّا باستخدام "مجموعةِ أدوات رسّام الذّاكرة" (Memory Mapper Toolkit) كنموذجٍ لاستخدام التّكنولوجيا في أبحاث الذّاكرة والمكان.
وبحسب العموري سعت الورشة إلى استكشاف كيفيّة رؤيةِ مختلِف التّخصّصات للعلاقة بين الذّات والمجتمع والبيئة المبنيّة، وكيفيّة تشكّل هذه العلاقة عبر الذّاكرة والعقل بطريقةٍ يمكن تمثيلها في خرائطَ ذهنيّةٍ وإبداعيّة.
تقرير سهى الصبيحي - الجامعة الأردنية