سناء الصمادي – عقد مركزُ التميّز في التعلّم والتّعليم في الجامعة الأردنيّة لقاءً علميًّا بعنوان: "مخرجات البحث العلميّ في الجامعة الأردنيّة 2024: من قياس الأداء إلى صناعة الأثر"، بمشاركة واسعة من أعضاء الهيئة التدريسيّة والباحثين من مختلف الكليّات والمراكز البحثيّة، وذلك في إطار توجه الجامعة لإعادة توجيه البحث العلميّ نحو أولويات التّنمية الوطنيّة وتعظيم أثره في المجتمع والاقتصاد وصناعة القرار.
وقدّم اللقاءَ نائبُ رئيس الجامعة لشؤون الاعتماد والتّصنيفات العالميّة والاستدامة، الأستاذ الدكتور فالح السواعير، تناول فيه عرضًا تحليليًّا معمّقًا لمؤشرات الأداء البحثيّ في الجامعة خلال عام 2024، وتطورَ حجم الإنتاج العلميّ، وتحسّن نوعية النّشر، وارتفاع التّأثير الاستشهاديّ، غير أنه أكّد أنّ المرحلة القادمة تتطلّب الانتقالَ من الاكتفاء بقياس الأداء البحثيّ إلى بناء منظومة متكاملة لصناعة الأثر العلميّ والاقتصاديّ والمجتمعيّ.
وبيّن السواعير أنّ البحث العلميّ لم يعد يُقاس فقط بعدد الأبحاث المنشورة أو تصنيفات المجلّات، بل بمدى قدرته على الإسهام في حل المشكلات الوطنيّة، وتوليد المعرفة القابلة للتّطبيق، ودعم السياسات العامّة المبنيّة على الدّليل، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز الشّراكة مع القطاعيْن العامّ والخاصّ، وأكّد أن الجامعة الأردنيّة تسعى إلى ترسيخ نموذج بحثيّ جديد يقوم على التّرابط بين المعرفة الأكاديميّة واحتياجات المجتمع والدّولة.
وشهد اللقاءُ نقاشًا معمّقًا حول مفاهيم حديثة في إدارة البحث العلميّ، من أبرزها مسارات الأثر البحثيّ، والبحث المرتبط بالسّياسات العامّة، والابتكار التطبيقيّ، وكراسي البحث الصناعيّة، وحاضنات الشّركات النّاشئة المنبثقة عن البحث العلميّ، إضافة إلى أهميّة الانتقال من ثقافة التّركيز على الكمّ إلى ثقافة التركيز على القيمة والمردود طويل الأمد.
كما تناول اللقاء التّحديات التي تواجه الباحثين في تحويل الأفكار البحثيّة إلى مشاريع ذات أثر ملموس، وسبل تطوير بيئة جامعيّة محفّزة على البحث النوعيّ، وعادلة في الحوافز، وقادرة على دعم الباحث في مختلف مراحل الإنتاج العلميّ وحتى مرحلة تحويل النّتائج إلى حلول عمليّة.
ويأتي هذا اللقاء ضمن رؤية الجامعة الأردنيّة لتطوير منظومة البحث العلميّ، وتعزيز مكانتها بوصفها مؤسسة وطنيّة منتِجة للمعرفة المؤثّرة، وقادرة على الإسهام بفاعلية في تحقيق أهداف التّنمية المستدامة، ودعم الاقتصاد المعرفيّ، وتعزيز حضور البحث العلميّ الأردنيّ في السّاحة الإقليميّة والدوليّة.