الحديث عن ذكريات في رحاب المركز حديث ذو شجون، ولا يدري المرء عن أي شيء يتحدث، خاصة عندما يجلس مع نفسه ويتذكر كيف كان الأمر قبل سنين مضت وكيف صار الأمر الآن.قبل خمسة عشر عاما جئت إلى هذا المركز مدرساً مندفعاً في خدمة كتاب الله عز وجل، حينها كان المركز في موقعه القديم تحت مسجد الجامعة الأردنية، وكان عدد الموظفين لا يتجاوز سبعة أشخاص إداريين ومدرسين، وكنت أنا والشيخ علي العمري - رحمه الله - في مكتب واحد، نتبادل أطراف الحديث ونتناقش في قضايا مختلفة دينية وأدبية وثقافية.لم يكن التدريس حينها بهذا التوسع الموجود الآن، بل كان مقتصراً على دورتي التلاوة والتجويد المبتدئة والمتقدمة، ولكن ما أذكره أن الإقبال كان كبيراً على هذه الدورات؛ مما دفعنا إلى أن نفكر في التوسع في هذه الدورات؛ ليتلوها دورات مختلفة وإعطاء للإجازات والأسانيد في القراءات القرآنية جميعها، بعد أن انضمت إلينا نخبة متميزة من المدرسين والمدرسات.ومن الذكريات التي لا تُنسى تلك الرحلات التي كانت تُسيَّر لطلاب الجامعة من الشعوب الإسلامية؛ من أجل تعريفهم بالأماكن الدينية والسياحية في هذا البلد الطيب، وكذلك رحلة العمرة التي كم وكم كان فيها من الذكريات، حيث كانت تمتد إلى أربعة عشر يوماً، تُزار خلالها المشاعر المقدسة في مكة والمدينة بالإضافة إلى موقعي غزوتي بدر وأحد.كم كانت هذه الرحلات تحمل من الذكريات الجميلة، فيها التعاون والاجتماع على ثلاث وجبات يومياً، والضحك وتبادل أطراف الحديث الشيق.ذهبت تلك الأيام،بما كان فيها من طموحات تحقق بعضها، فاليوم المركز في موقعه الجديد والمسجد تتابعت توسعاته، والدورات والدروس شاملة متنوعة في المركز والمسجد، والله نسأل أن يجزي خيراً كل من قام ويقوم الآن على خدمة المركز والمسجد مديراً كان أم موظفاً أم عاملاً أم متطوعاً.
هاتف 5355000/فرعي 23688
فاكس من داخل الجامعة 23686
ص.ب 11942 عمان - الأردن
E-mail: islamiccenter@ju.edu.jo