Flash Templates 1 CSS Templates 1 CSS Templates 2 CSS Templates 3 CSS Templates 4 Flash Templates 2 Flash Templates 3 Flash Templates 4
المصارف الإسلامية سيرة ومسيرة بناء  
د. هيام الزيدانيين
كلية الشريعة

نظراً لنجاح أدوات المالية الإسلامية في تنمية الاقتصاد العالمي وحماية أطراف التعاقد من مودعين ومستثمرين من مخاطر الاستثمار، وإدارة العجلة الاقتصادية بطريقة واقعية وحقيقية، بعيدة كل البعد عن الوهمية والضبابية، ونظراً لما قدمه الاقتصاد الإسلاميّ من أبعاد في التنمية الاجتماعية بالإضافة إلى الرّبحيّة الحقيقيّة، فقد أصبحت المالية الإسلامية محط اعتبار وبحث وتدقيق وتمحيص من قبل المختصين في العالم، فعُقِدت المؤتمرات والندوات وورشات العمل للتعريف بالمالية الإسلامية وأبعادها التنمويّة وأثرها في الاقتصاد الفردي والجماعيّ
     و من هنا جاءت نشأة المصارف الإسلامية تلبية لرغبة المجتمعات الإسلامية في إيجاد صيغة للتعامل المصرفي  طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية، فقد عملت هذه المصارف على إيجاد نوع من التعامل المصرفي لم يكن موجوداً قبل ذلك في القطاع المصرفي التقليدي، حيث أدخلت المصارف الإسلامية أسساً للتعامل بين المصرف والمتعامل تعتمد على المشاركة في الأرباح والخسائر، بالإضافة إلى المشاركة في الجهد من قبل المصرف والمتعامل , بدلاً من أسس التعامل التقليدي القائم على مبدأ المديونية وتقديم الأموال فقط دون المشاركة في العمل.
كما أوجدت المصارف الإسلامية أنظمة للتعامل الاستثماري في جميع القطاعات الاقتصادية وهي صيغ الاستثمار الإسلامية ( المضاربة، والمرابحة و المشاركة والسلم والاستصناع ...) إلى غير ذلك من أنواع صيغ الاستثمار التي تصلح للاستخدام في الأنشطةكافة.
ولكن كيف ظهرت المصارف الاسلامية ومتى؟؟؟
لقد جاء الاهتمام الحقيقي بإنشاء مصارف إسلامية تعمل طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية ضمن توصيات مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية بمدينة جدة عام 1972، وجاء نتاج ذلك إعداد اتفاقية تأسيس البنك الإسلامي للتنمية عام 1974، الذي باشر نشاطه عام 1977م.  اما على نطاق الأردن فقد كانت البداية الحقيقية لنشأة الصيرفة الإسلامية عام 1978م،  حيث أسس البنك الاسلامي الأردني الذي مارس أعماله بموجب القانون الخاص بالبنك الإسلامي الأردني رقم(13) لسنة 1978.تبعه بعد فترة طويلة البنك العربي الإسلامي الدولي عام 1997م، ثم جاء بنك الأردن دبي الإسلامي الذي مارس أعماله بشكل واضح عام 2008م. وأخيرا مؤسسة الراجحي المصرفية عام 2011م.
وأخيراً يمكننا القول إن التطبيق العملي الصحيح لفكرة المصارف الإسلامية هو الذي يحقق مصلحة العباد وهو الطريق إلى التحرر من نظام ربوي يقوم عليه النظام الاقتصادي الرأسمالي.