قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشراف أمتي حملة القرآن", و حرصاً على أن يكون المسلم العامل مع الفئة الناجية من عذاب الله ، فإن عليه أن يتصف بصفات يترفع فيها عن كل المتع الدنيويةويحقق في النهاية خيري الدنيا و الآخرة، ارتأينا في هذه الزاوية أن نقدم مقدمة تعريفية عن صفات كل من العلماءالعاملين و صفات المتعلم و منها الإخلاص في العمل وهو قصر النية بأن تكون خالصة لوجه الله عز وجل، و أن يتعهد حامل القرآن الكريم بنشر العلم في كل مكان، قال الإمام الشافعي رحمه الله: (وددت أن الخلق تعلموا هذا على أن لا ينتسب لي حرف منه).التواضع وعدم الكبر، قال صلى الله عليه و سلم:(ما تواضع رجل لله إلا رفعه الله تعالى) أخرجه مسلم، و قال تعالى:(وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، آل عمران الآية 159. التزين بلباس التقوى، قال تعالى: ( وَاْتّقُوا اْللّه وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّهُ).و أن يتصف بصفة الحكمة، قال الإمام علي رضي الله عنه: (الحكيم من لا يُقَنِّط الناس من رحمة الله ولا يورطهم في معصية الله، واسع الإطلاع، مثقف وملم بالأحداث التي تدور في زمانه، مطلع على الثقافات بحيطة وحذر).و لا ينظر إلى ما في أيدي الناس، يقول الحسن بن علي: (إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها بالنهار).أن يترفع عن الشهوات الدنيوية، قال الفضل بن عباس: (حامل القرآن حامل لراية الإسلام، لاينبغي أن يلهومع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو تعظيما لحق القرآن).الشعور بالعزة والفخر والخيرية لأن الله اختصه بأشرف العلوم وهو من خيرة الناس وأشرافهم. قال عليه السلام: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه). وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالاً على الله).أن يبدأ بإصلاح نفسه قبل أن يصلح غيره كبر الوالدين وصلة الأرحام، وحفظ اللسان ومكارم اأ خلاق.أما صفات المتعلم فعليه بالتواضع للمعلم ولو كان أصغر منه سناً، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). سورة النساء الآيه 59.و قال صلى الله عليه و سلم : (ليس من أمتي من لم يجلُّ كبيرنا ولا يرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )،إخلاص النية بالعلم أي أن يكون علمه خالصاً لله تعالى، و أن يحفظ عن معلمه ما يقول ولا ينسب إليه ما لا يقول، و حسن الاستماع وعدم رفع الصوت في مجلس العلم .ترك الجدال والمراء كرامة لمجلس العلم، قال صلى الله عليه وسلم : (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وهو محق).التحلي بالصبر و البحث عن مجالس العلم التي تقوي الإيمان، قال تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً). سورة الكهف الآيه ٢8. و كذلك الحرص على مجالس العلم، قال الإمام الشافعي:أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبئك عن تفصيلها ببيانذكاء وحرص واجتهاد وبَلْغَةٍ وصحبة أُستاذ وطول زمانو إظهار المودة و الحب للأخوة في مجالس العلم، قال تعالى: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ) سورة العصر الآيه 3،وفي الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ والمتصادقين فيّ)، وقال عمر: (إذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليمسك به فقلما يصيب ذلك). وقال السلف: (استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة ولعلك تدخل في شفاعة أخيك).طلب رضا الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم : (من سلك طريقاً يلتمس فيها علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة)رواه الترمذي.و كذلك الطهارة البدنية والنفسية وعدم العجب والكبر، و البحث والتفقه في أمور الدين.
هاتف 5355000/فرعي 23688
فاكس من داخل الجامعة 23686
ص.ب 11942 عمان - الأردن
E-mail: islamiccenter@ju.edu.jo