الهلال الخصيب مصطلح جغرافي أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام.[1][2][3] هذه المنطقة كانت شاهدة لحضارات عالمية، وأهمها العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي حتى ابتداء الممالك والمدن في جنوب الرافدين وشمال جزيرة الفرات العراقية وغرب الشام.
يستخدم هذا المصطلح عادة في الدراسات الأثرية، إلا أن له استخدام سياسي أيضاً، حيث استخدمه أنطوان سعادة منطلقاً من التداخل الثقافي في هذه المنطقة الجغرافية عبر التاريخ، ليبرهن على وجود «أمة» واحدة تجمع سكان هذه البيئة الجغرافية، وأسس لذلك الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونادى بوحدة الهلال الخصيب تحت اسم سوريا الكبرى.
أطلق على هذه المنطقة هذه التسمية تميزًا لها كمنطقة «سامية اللغة» عن منطقة شبه الجزيرة الكبرى شرق البحر الأحمر «سامية اللغة» أيضًا؛ ولكونها منطقة غنية بالمياه وتمتاز تربتها بالخصوبة التي تسمح بالزراعة فيها بسهولة، مما سهل الزراعة فيها ابتداءً من الزراعة البعلية. وفي التراث الديني للمنطقة يقال أيضا أن النبي نوح كان لديه ثلاثة أبناء: سام وحام ويافث، أعطى نوح هذه المنطقة لابنه سام فلذلك سميّت «سامية». كما حصلت فيها أحداث بشرية مهمة كتطوّر فكرة الآلهة السماوية، بدلاً من عبادة ظواهر الطبيعة. ويستخدم تعبير الهلال الخصيب أيضًا للتعبير عن مناطق بداية الحضارات البشرية. المصطلح يعرّف الآن مناطق بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين حصراً العراق وسوريا القديمة، في مجال الدراسات الحديثة.