سهى الصبيحي - برعاية رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات، احتفل مركزُ دراسات المرأة في الجامعة اليوم باختتام مشروع الزّمالة النّسويّة، المنفّذ بالشّراكة مع الوكالة الألمانيّة للتّعاون الدوليّ (GIZ) ضمن إطار برنامج تعزيز المشاركة السياسيّة والاقتصاديّة للنّساء في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا المموّل من الوزارة الاتحاديّة الألمانيّة للتّعاون الاقتصاديّ والتّنمية (BIZ)، بحضور نوّاب رئيس الجامعة، وممثّلي المؤسّسات الوطنيّة الشّريكة، وكوادر المركز، والمشارِكات في البرنامج.
واستهلّ عبيدات الحفلَ بكلمة حملت رسائل داعمة للمرأة، أكّد فيها أنّها شريكٌ في البناء والعمل "تبدع تمامًا كما الرجل"، فهي التي "تعطي ولا تنتظر أن تُعطى"، لافتًا إلى ما تواجهه بعضُ النّساء من تحدّيات ومعوّقات في حياتهنّ المهنيّة والاجتماعيّة، وأكّد أنّ تمكين المرأة هو تمكين للأمّة بأكملها، مبيّنًا أنّ 65% من طلبة الجامعة الأردنيّة هنّ من النّساء.
كما أعرب عبيدات عن تقديره للشّراكة المُثمرة مع الوكالة الألمانيّة للتّعاون الدوليّ (GIZ) وللمؤسّسات الوطنيّة الدّاعمة في تنفيذ البرنامج، مُشيدًا بدورها في تعزيز فرص التّدريب والتّمكين للمرأة الأردنيّة، ومؤكّدًا أنّ مثل هذه البرامج تفتح آفاقًا واسعة أمام الطّالبات للاندماج في سوق العمل بثقة وكفاءة.
مِن جهتها، أشارت مديرةُ مركز دراسات المرأة الدكتورة أمل العواودة إلى أنّ مشروع الزّمالة النّسويّة يجسّد رؤية الجامعة في إعداد خرّيجات قادرات على المنافسة وتحويل المعرفة الأكاديميّة إلى مهارات مهنيّة متقدّمة.
وأوضحت أنّ تنفيذ المشروع جاء ضمن مسار منهجيّ شامل اختير فيه 14 مشاركة وفق معايير واضحة، تلاها لقاء تعريفيّ وتعاون وثيق مع المؤسّسات الشّريكة لضمان تجربة تدريبيّة نوعيّة قائمة على الخبرة العمليّة والممارسة الواقعيّة، وبيّنت أنّ المشارِكات التحقن بالتّدريب في 12 مؤسّسة وطنيّة لمدّة قاربت ثمانية أسابيع، وبما مجموعُه 68 ساعة تدريبيّة، استطعن خلالها تطويرَ مهارات مهنيّة متخصّصة تلائم احتياجات سوق العمل.
وفي كلمتها، قالت مديرةُ مجموعة الحوكمة الرّشيدة والمجتمعات، ممثّلة الوكالة الألمانيّة للتّعاون الدوليّ ياسمين سعدون كلمةً أكّدت فيها أنّ البرنامج يهدف إلى مساعدة الطّالبات على الانخراط في سوق العمل واكتساب مهارات جديدة تعزّز ثقتهنّ بأنفسهن، مشيدةً بالتزام الجامعة ومركز دراسات المرأة في تنفيذ هذا المشروع بنجاح.
وتضمّن الحفل كلمات لعدد من ممثّلي المؤسّسات الوطنيّة الشّريكة في التّدريب، إذ أكّدت الأمين العام للجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة مهـا علي تقدير اللجنة لجهود الجامعة في دعم تمكين المرأة، مشيرةً إلى أن قصص النّجاح التي تقدّمها الشّابات الأردنيّات اليوم هي دليل على التقدّم رغم التّحديات.
كما ثمّنت عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلّة للانتخاب الدكتورة عبير دبابنة دور الجامعة في ترسيخ قيم العمل والإنجاز والإصرار، مؤكّدةً أنّ مركز دراسات المرأة يمثّل نموذجًا رياديًّا على مستوى المنطقة، وأنّ الشّراكة بين الهيئة والجامعة أسهمت في تعزيز خبرات المشاركات.
وأشار الأمينُ العامّ للمجلس الأعلى للسّكان الدكتور عيسى مصاروة إلى أهميّة برامج الزّمالة في ربط التّعليم الجامعيّ بقضايا المجتمع، مؤكّدًا استعداد المجلس لاستضافة مزيد من المتدرّبات لتعزيز حضور المرأة في القضايا السّكانيّة والتنمويّة.
وفي السّياق ذاتِه، أكّد المديرُ العام لمركز الحياة– راصد عامر بني عامر أنّ المشروع يشكّل خطوةً استباقيّة لتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد الأردنيّ وفي مؤسّسات المجتمع المدنيّ، مشيدًا بالأثر الذي تركته التّجربةُ على الطالبة المتدرّبة في المركز.
وشهد الحفلُ عرضًا لتجارب ملهمة قدّمتها خريجاتُ المركز، منهنّ رئيسُ قسم الأمن الوقائيّ في الشّرطة النّسائيّة الرّائد كريمة الشناق، وطبيبة الأسنان الدكتورة أريج أبو حجلة، اللواتي شاركن قصصَ نجاحهن بوصفهنّ خريجاتٍ للمركز.
وفي ختام الحفل، سلّم عبيدات الشّهادات للخرّيجات، برفقة مديرة المركز وممثّلة الوكالة الألمانيّة للتّعاون الدوليّ، كما جرى تكريم المؤسّسات الوطنيّة الشّريكة بتقديم الدّروع التّقديريّة لهم.