بيّنت الدكتورة ميسون العتوم عضو الهيئة التدريسية في مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية في دراستها "المرأة الأردنية والشأن العام" أن البُنية الاجتماعية والثقافية ذات الطابع الذكوري في الأردن ما زالت مهيمنة على تشكيل هوية المرأة الأردنية حَسْبَ رؤيتها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا. وقالت العتوم خلال ندوة عقدها مركز دراسات المرأة ضمن سلسلة الندوات الشهرية المتخصصة بالنوع الاجتماعي إن المرأة ليست مُعطى بيولوجي فقط؛ بل هي بناء ثقافي وتاريخي تكتسبه من بُنْيَتِها الثقافية التي تنتمي إليها، معللة ذلك بوجود اختلاف واضح بين مجتمع وآخر في توزيع المعاني وإعطاء الدلالات للأنوثة والرجولة على حد سواء. وتطرقت العتوم كذلك إلى كيفية بناء شخصية المرأة الأردنية في اللحظة الراهنة، عن طريق تحديد بعض المفاهيم الأولية كمفهوم المرأة والهوية والسلطة؛ لكونها مفاهيم اساسية لا بد من الوقوف عندها لفهم عملية بناء الشخصية وخلق الهوية وصناعة الذات. وطالبت العتوم بضرورة تقليص جميع أشكال التمييز بين الرجال والنساء وإعطاء الفرص الحقيقية للنساء من خلال التوسع في حق التعليم والعمل والمواطنة والإبداع، إضافة إلى توفر مراكز بحث متخصصة بالمرأة؛ الأمر الذي يمكن من إقناع القوى الفاعلة في المجتمع أن الإنسان كمواطن يُبنى اجتماعياً رجلا كان أم إمرأة، وكلاهما قادر على المساهمة في الشأن العام والعمل على رقي البلاد وتقدمها. وفي ختام المحاضرة التي أدارتها مديرة المركز الدكتورة عبير دبابنة، وحضرها عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بالإضافة الى عدد من الطلبة والباحثين والمهتمين، دار نقاش موسع حول المفاهيم المهمة التي تناولتها الباحثة في دراستها.