استعرضت ندوة نقاشية عقدتها الدائرة الثقافية في امانة عمان الكبرى امس عددا من التجارب المهنية المميزة لسيدات اردنيات وردت اسمائهن في موسوعة "إنجازات المرأة في ظل مئوية الدولة الاردنية" للباحثة وعد العساف والصادرة حديثا عن دار هبة للنشر والتوزيع ٠ورحبت مديرة الدائرة الثقافية المهندسة شيمة التل في مستهل الندوة بالضيفات الكريمات مؤكدة ان الدائرة الثقافية هدفت من خلال تنظيم هذه الفعالية إلى ايصال رسالة احتفاء وفخر بالتجارب المميزة لعدد من النساء الاردنيات الرائدات في مجالات وحقول مختلفة ٠وحول تجربتها المهنية اللافتة سردت الدكتورة اسراء الطوالبة تفاصيل انسانية في مسيرتها أدت إلى ما هي عليه اليوم من نجاح بعد ان سجلت سابقة في الحقل الطبي وكانت اول طبيبة أردنية متخصصة بالطب الشرعي عام ٢٠٠٧ ٠وبينت طوالبة ان إيمانها بضرورة نشر العدل والكفاح ضد الظلم هو الذي كان الدافع دائما لحالة الشجاعة التي عرفت بها وجعلتها تحتمل قسوة وتفاصيل العمل وهي التي دخلت قاعات التشريح ومسارح الجرائم وغرف تنفيذ الإعدام ٠وكانت طوالبة الام لثلاثة ابناء مثالا يحتذى لغيرها من الطبيبات في الأردن اللواتي دخلن إلى حقل الطب الشرعي بعد ذلك منوهة بذات الوقت انها تقدم الشكر لكل ملاحظة سلبية كانت تسمعها او اي محاولة تثبيط للهمة لانها كانت الدافع الأكبر للتحدي والنجاح الذي وصلت له ٠وفي سياق متصل أكدت الاعلامية صاحبة الخبرة الطويلة وكاتبة المقال فلحة بريزات ان هناك نقاط مشتركة تتقاطع في مسيرتها مع مسيرة الدكتورة الطوالبة والمتمثلة بالتحديات والعقبات التي لا يخلو منها طريق اي سيدة تطمح للمجد والنجاح وتسعى لتسجيل بصمة مهنية مختلفة ٠وتطرقت بريزات لمحطات مضيئة في مسيرتها المهنية والتي أضافت الكثير لتجربتها كإعلامية تفتخر بما حققته ووصلت له ومن اهم هذه المحطات عملها الطويل في وكالة الأنباء الاردنية التي اخذت منها الخبرة الكبيرة وعملها ايضا كسكرتيرة صحفية لسمو الامير الحسن بن طلال ومستشارة إعلامية للقوات المسلحة في كلية الدفاع الوطني الاردنية و مديرة إعلام واتصال لبرنامج بحث وتطوير البادية الاردنية ٠وسجلت بريزات سابقة كأول صحافية تتجرأ منذ عقود على اقتحام عالم الانتخابات في نقابة الصحفيين عن موقع النقيب بعد ان حققت نجاحا لافتا في انتخابات عضوية النقابة منوهة ان زميلاتها الصحفيات قدمن لها الدعم والمساندة على عكس ما يعتقد احيانا بأن المرأة لا تدعم المرأة ٠وفي تجربة مختلفة تختص بحقل العلوم المخبرية الدقيقة تحدثت الباحثة والأكاديمية رها العساف عن علاقتها المميزة مع لقب اول امرأة أردنية وشرق اوسطية في العديد من المجالات فهي اول باحثة من الشرق الأوسط تعمل جنبا إلى جنب مع أساتذة كبار منهم حاملين لجائزة نوبل لتطوير حلول ذكية لإدارة المياه والامن الغذائي والانساني ٠وتابعت موضحة انها اول امرأة شرق اوسطية يتم قبولها في برنامج دكتوراه المياه والصحة والاولى أردنيا التي تم اختيارها ضمن أكثر عشرين باحثة مؤثرة من الاناث كما انها اول أردنية تعمل و تطبق فحوصات تواجد فيروس كورونا في المياه العادمة ٠وحازت تجربة السيدة وطفى الكردي على إعجاب الحضور وهي التي تعد من اوائل المنتسبات للشرطة النسائية بعد دخولها لجهاز الشرطة عندما كانت تبلغ من العمر ١٩ سنة وكانت من اوائل المنتسبات لمدرسة تدريب الشرطة النسائية عام ١٩٧٢ ٠واكدت الكردي ان عائلتها الصغيرة شجعتها على تحقيق حلمها بدخول سلك الشرطة لكن المجتمع كان يرفض في تلك الفترة هذا الأمر رفضا قاسيا وتعرضت للكثير من التنمر المجتمعي لكنها أصرت على الاستمرار وتدرجت في الرتب وتنقلت في عدة مواقع إلى أن تقاعدت وبقيت فخورة بهذه التجربة التي فتحت الباب لاحقا أمام الفتيات ليصبح الأمر اعتياديا بل ومحل ترحيب ايضا ٠واشادت الكردي بالتجربة الاردنية كواحدة من اوائل الدول العربية التي أدخلت النساء لسلك الشرطة واسست مدرسة تدريب الشرطة النسائية في السبعينيات ٠وفي إضاءة على تجربة النساء في مجالات العمل المختلفة أكدت رئيسة مركز دراسات المرأة في الجامعة الاردنية الدكتورة ميسون العتوم ان تواجد النساء في قطاعات العمل المختلفة ما زال دون الطموح بالكاد تتجاوز النسبة ١٤ % بشيء بسيط مؤكدة بذات الوقت انه ورغم تواضع هذه النسبة الا ان هناك نجاحات لافتة ومميزة تسجلها المرأة الاردنية في المهن المختلفة٠وحول صورة المرأة القيادية أشارت العتوم انه لم تأت قائدة على مر التاريخ من الصفر فدائما على حد تعبيرها يأتي النجاح نتيجة رصيد ورأسمال رمزي ليس بالبسيط والذي تصنعه التربية والبيئة المحيطة ٠وفي نهاية الندوة قدمت الباحثة وعد العساف التي قامت على اعداد الموسوعة الشكر للضيفات الكريمات على حضورهن والدائرة الثقافية على تنظيم هذه الندوة التي تعتبرها احتفاء وتكريم للسيدة الاردنية الطموحة والمتميزة والتي تتحدى الصعاب لتحقيق أهدافها ٠وتابعت ان هذه الموسوعة تعد نواة وقاعدة لأعمال توثيقية قادمة حيث سيتم البناء على هذا الجهد لتوسيع القائمة وضم اسماء جديدة تستحق الاحتفاء والتكريم ٠