عقد مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية بالتعاون مع ملتقى سيدات الجبيهة الثقافي اليوم ندوة بعنوان "المرأة والنهضة في ظل الربيع العربي".
وقالت العين السابق ليلى شرف في كلمتها خلال الافتتاح أن الربيع العربي لم يستقر بعد وان محتوى الحراك لازال سياسيا بحتا ولم ينتقل الى الإصلاح الاجتماعي لاستكمال عناصره واللحاق بالحداثة العالمية.
واضافت ان صورة بعض ما يصدر عن الربيع العربي تدعو الى القلق على مستقبل أوضاع المرأة وحقوقها ومكتسباتها التي حققتها عبر العقود الماضية وتراجع دورها مبينة بان النهضة لا يمكن ان تقوم على نصف الشعب وان دور المرأة أساسي ومحوري في ذلك.
وأشارت شرف إلى أن المجتمعات التي تهمش المرأة لن تتمكن من صنع النهضة بل تدخل في حلقة مفرغة من التضحية بقدرات ومواهب نصف المجتمع لافتة إلى ان المطالبة بحقوق المرأة ليس ترفا بل ضرورة حتمية لانتقال المجتمع من حال إلى حال .
وقالت مديرة مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية الأستاذة الدكتورة غيداء خزنة كاتبي ان ما حققته المرأة حتى الآن ليس كافيا وان التشريعات الوطنية التي أقرت لغاية الآن لا يمكن ان تحقق مكاسب للمرأة لذلك يقتضي إقامة برامج متعددة لترسيخ تلك المكاسب مشيرة الى ان الندوة جاءت متسقة مع اولويات المرحلة التي نمر بها وان ربيعنا سيفتح المجال للمراة لمزيد من التفاعل والمشاركة لما فيه خدمة الوطن.
وقالت رئيسة الملتقى الدكتورة مريم اللوزي أن المرأة الاردنية حظيت باهتمام كبير وما زال أمامها الكثير لتأخذ دورها وتشارك في صنع القرار وتساهم في تحريك عجلة الرقي والازدهار داعية لان تاخذ دورها بعد الربيع العربي وترفض سياسة الإقصاء والتهميش وتكون الى جانب الرجل لخدمة وطنها وشعبها.
وتساءل الأكاديمي في جامعة اليرموك الدكتور محمد الحوراني هل يمكن للثورات ان تقود الى انفراج في قضية المرأة وإعادة رسم الجندرية في العالم العربي مجيبا بلا لان الثورات العربية موجهة ضد النظم السياسية وحتى تنجز المرأة لا بد من ثوره ثانية تقودها هي .
وأشار الى أن الثورات جعلت النظم السياسية أكثر مرونة واستجابة وخلقت الفرصة السياسية لتحرر الرجل ايضا كون النظام السياسي هو معقل النظام الأبوي مبينا أنماط أزمة الخطاب النسوي المتمثلة بتشرذم التنظيمات النسوية واغتراب خطابها المرتبك والمشوش والمغترب عن جذور المجتمع.
ودعت النائب عبلة ابو علبة الى تبني خطابا وطنيا ديمقراطيا يستند الى الدستور دون الالتزام بايدلوجية معينة وتنمية العقل النقدي كبديل للفوضى والتطرف واقرار التعددية للجميع مشيرة الى اننا في نمر بمرحلة انتقالية نحو الديمقراطية المؤسسية تتضمن مفاهيم واليات عمل ديمقراطية تؤمن المجال لتحرك المرأة ويجب ان تكون هناك قوى اجتماعية تحمل المشروع الديمقراطي الحقيقي الذي يرسخ العملية السياسية .
وقالت العين نوال الفاعوري لقد كان للمراة دور بارزا في احداث الربيع العربي لكنها غابت عن موقع صنع القرار مشيرة الى ان المشكلة التي تواجه المرأة هي منحها الفرصة وليس القدرات وبالتالي فهي تسعى لازالة الغبن الواقع عليها عبر السنين للمشاركة في بناء نهضة امتها ومجتمعها داعية المرأة الاردنية الى مواصلة المسيرة والمشاركة في عملية الاصلاح .
ولاحظ النائب بسام حدادين ان المنظمات النسوية الاردنية تأخذ في عملها المنحى الحقوقي وتبتعد عن العمل السياسي داعيا المرأة ان لا تغيب عن الكفاح الجماعي من اجل تحقيق الاصلاح بمختلف اشكاله نظرا لوجود درجة عالية من الاستنكاف لدى النساء عن العمل السياسي وتقديم نماذج سياسية مجتمعية لافتا الي تخلف تجربة المراة الاردنية في خندق النضال السياسي لتحسين البيئة السياسية العامة والمشاركة في الاصلاح.