مشروع القرنية

العين عضو صغير نسبيا ومعقد جداً والقرنية ذلك الجزء الذي يقع على السطح الأمامي من العين هي نافذتنا على العالم ، يعاني اكثر من 500 شخص في الأردن من فقدان نعمة البصر نتيجة تشوهات في قرنية العين وهم بانتظار قرنيات يتم زراعتها عن طريق اخذها من جثامين أشخاص أوصوا بالتبرع بها ومن هنا ظهرت اهمية إيجاد مصدر أخر للقرنيات يضمن سرعة العلاج وعدم وجود خطر رفض الجهاز المناعي للقرنية المتبرع بها.

 لقد اثبتت الدراسات مؤخرا أن الخلايا الجذعية الحوفية مهمة لتجديد الظهارية القرنية والتئام جروح القرنية التي قد تسببها الحروق الحرارية والكيميائية أو الإلتهابات الميكروبية او الفطريات، لكن في ظل ظروف معينة قد تفقد الخلايا الجذعية الحوفية جزئيا أو كليا  نتيجة لهذه الحوادث، وبالتالي هذا يؤدي إلى درجات متفاوتة من نقص الخلايا الجذعية مع تشوهات في سطح القرنية. إن عجز هذه الخلايا الجذعية الحوفية يؤدي إلى زحف الملتحمةعلى القرنية مع ظهور الأوعية الدموية وتكون ظهارة غير مستقرة، وهذا يؤدي إلى ضعف الإبصار او إنعدامه.

ولقد عرض الطب التجديدي وأساليب هندسة الأنسجة بديلا مجديا للتغلب على هذه المشكلة، حيث يمكن ان تحصد الخلايا الجذعية الحوفية من خزعة صغيرة و يتم توسيعها في المختبر على السقالات البيولوجية المناسبة وزرع القرنية ثم إلى استعادتها بنجاح إلى سطح القرنية المريضة.

 و يعتبر هذا المشروع من المشاريع الرائدة في العالم العربي نظرا لكثرة المرضى الفاقدين للبصر بسبب أمراض القرنية و نظر لكون زراعة القرنية من شخص متوفى تعتبر حل على المدى القصير و ليس حل دائم، و من هنا فأن تصنيع قرنية من مصادر ذاتية تعتبر هي الحل الأمثل. 

لقد تم دعم هذا المشروع من صندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي بواقع 500000 دينار على مدى ثلاث سنوات في عام 2013 و قطعنا شوطا مهما في التصنيع .