مؤتمر مركز الترجمة الأول

انطلقت يوم الثّلاثاء في الجامعة الأردنيّة النّسخة الأولى من فعاليّات مؤتمر

"ما بين الإنسان والآلة/ التّرجمة في عصر الذّكاء الاصطناعيّ" 

 الذي نظّمه مركز التّرجمة في الجامعة بمشاركةٍ محلّيّة واسعة من المتخصّصين والأكاديميّين والأدباء والمترجمين والمدرّبين.

انطلقت اليوم الثّلاثاء في الجامعة الأردنيّة النّسخة الأولى من فعاليّات مؤتمر "ما بين الإنسان والآلة/ التّرجمة في عصر الذّكاء الاصطناعيّ"  الذي نظّمه مركز التّرجمة في الجامعة بمشاركةٍ محلّيّة واسعة من المتخصّصين والأكاديميّين والأدباء والمترجمين والمدرّبين.

ويأتي انعقاد المؤتمر ضمن سلسلة الفعاليّات والنّشاطات التي يقيمها المركز لاستعراض باقةٍ من الأوراق البحثيّة السّاعية إلى استكشاف العلاقة التي تربط التّرجمة بالذّكاء الاصطناعيّ، في ظلّ التّحوّلات المتسارعة التي يشهدها العالم والتي فرضَت جملةً من التّحدّيات والأسئلة على المترجمين والأكاديميّين والمدرّبين والطّلبة، بعد أن غيّرت بشكلٍ مباشر من ملامح التّرجمة من حيث الأداء وأدوات العمل أو حتّى النّظرة الفلسفيّة للتّرجمة نفسها.

واشتمل المؤتمر على جلستَين جاءت الأولى بعنوان "الأدب في عصر الذّكاء الاصطناعيّ" ، حيث ناقشت أوراقَ عملٍ بحثيّة تناولت موضوعاتٍ حول؛ "الأدب التّركيّ في عصر الذّكاء الاصطناعيّ"، و"طبيعة العلاقة بين التّرجمة الآليّة والبشريّة إن كانت تكامليّة أو بديلة"، و"ترجمة الأدب العربيّ في عصر الذّكاء الاصطناعيّ وماذا يمكن أن تخسر القصيدة عندما تتولّى الآلة زمام الأمور"،  و"التّرجمة الأدبيّة والذّكاء الاصطناعيّ: قصيدتان لمريد البرغوثيّ" شارك فيها كلٌّ من: الدّكتور مالك صوالحة، والدّكتورة ندى النّاصر، والدّكتورة أسماء الطّلافيح والدّكتورة منال أبو رمّان، وأدارتها الدّكتورة دعاء سلامة.

في حين تناولت الجلسةُ الثّانية التي جاءت بعنوان "استخدام الذّكاء الاصطناعيّ في تدريس التّرجمة" موضوعات: "دراسةٌ حول أساليب تعليم النّطق لمتعلّمي اللّغة الكوريّة من الأردنيّين" و"تعزيز تدريس التّرجمة من خلال الذّكاء الاصطناعيّ التّوليدي: رؤًى من التّطبيقات العلميّة" و"الذّكاء الاصطناعيّ في إحياء اللّغات: نهج الحتميّة التكنولوجيّة ونشر الابتكار لتوثيق اللّغات المهدّدة بالانقراض وإحيائها/ دراسة حالةٍ في فصل دراسيّ على مستوى B2.2، في كامبريدج"، وأيضًا " تحدّيات ترجمة المصطلَحات الفرنسيّة إلى العربيّة"، شارك فيها كلٌّ من الدّكتورة إسراء حسن، والدّكتورة لبنى عبد الهادي والفاضلة حنين عميرة والفاضلة هالة حجات، وأدارها الدّكتور عدنان الصّمادي

وقال رئيس الجامعة الأردنيّة الدّكتور نذير عبيدات لدى افتتاحه أعمال المؤتمر: "إنّ هناك مصطلحاتٍ تداهمُنا لم نعهدها قبلُ، وباتت سنوات الذّكاء الاصطناعيّ قريبةً، الأمر الذي سيعتمد على الحواسيب السّريعة التي تحكمها تكنولوجيا الحواسيب الكميويّة، في إشارةٍ إلى أنّنا أمام فرصةٍ لنسير مع الآخرين، حيث إنّ الذّكاء الاصطناعيّ سيكون غير ما نراه اليوم، والتّرجمة ستكون فوق التّصوّرات ونحن بحاجةٍ للقفز فوق العادة حتى لا نتأخّر"، مؤكِّدًا ضرورة العمل على تغيير برامجنا التّدريسيّة للقفز بها إلى ما وراء المرئيّات.

في حين أكّدت مديرة مركز التّرجمة علا مسمار أنّ التّرجمة لم تعد مجرّد نقل كلماتٍ بين لغتَين، في عصرٍ يتقاطع فيه الإنسان مع الآلة، وتتسارع تطوّرات الذّكاء الاصطناعيّ، بل أصبحت جسرًا هجينًا يربط بين الثّقافات ويجمع بين المهارة البشريّة والدّقّة الآليّة، منوّهةً إلى أنّه وانسجامًا مع هذا السّياق جاء شعارُ اليوم الدّولي للتّرجمة 2025 بعنوان "التّرجمة نحو مستقبلٍ موثوق" المستلهَم من إعلان الأمم المتّحدة عن السّنة الدّوليّة للسّلام والثّقة ومن شعار مؤتمر الاتّحاد الدّولي للمترجمين: "إتقان الآلة: نحو مستقبلٍ ذكيّ".

وأضافت  مسمار أنّ التّرجمة تؤدّي دورًا محوريًّا في عالم يتّسم بعدم اليقين، من خلال ترسيخ الثّقة وتعزيز التّفاهم ونقل المعرفة بأمان، لافتةً إلى الدَّور الذي يلعبة مركز التّرجمة في الجامعة كمثال حيّ على التّرجمة الهادفة والدّقيقة، من خلال دعم التّواصل الأكاديميّ والعلميّ، وخدمة المجتمع وقضاياه الوطنيّة والإنسانيّة، وتأهيل وتدريب الطّلبة ليكونوا مترجِمين محترِفين في سوقٍ متغيّر يجمع بين الإبداع والتّكنولوجيا.

وخلال مشاركته في جلسة الافتتاح كمتحدّث رئيسيّ، تناول أستاذ الذّكاء الاصطناعيّ وعلوم البيانات الضّخمة في كلّيّة الملك عبد الله الثّاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الأردنيّة الدّكتور إبراهيم الجرّاح، في مداخلته أثرَ الذّكاء الاصطناعيّ على قطاع التّرجمة الفوريّة، مستعرِضًا مفهوم الذّكاء الاصطناعيّ ومظاهره وتطبيقاته في التّرجمة اللّغويّة وكيف يمكن الاستفادة منه، ومعرّجًا في الوقت ذاته على شكل المستقبل في ظلّ سَطوته وأبرز التّحدّيات التي قد تطرأ على السّطح والحلول النّاجعة لها.


ونوّه كبير مستشاري الذّكاء الاصطناعيّ والبيانات في مجموعة شركات كايزن والرّوّاد العالميّة في المملكة العربيّة السّعوديّة إلى أنّ الذّكاء الاصطناعيّ ليس مجرّد اتّجاه مؤقّت، وكلّ ما نحتاج إليه هو الاستعداد للاستفادة منه والانطلاق نحو الفرصة، دون أن نخشى مستقبله، وموضّحًا أنّ المترجم سليعبُ دورًا أساسيًّا في تشكيل مستقبل التّرجمة المدفوعة بالذّكاء الاصطناعيّ.

وخلال عرافتها لحفل الافتتاح؛ أوضحت خلود أبو تايه من مركز اللّغات في الجامعة؛ أنّ الذّكاء الاصطناعيّ بما يحمله من قدراتٍ هائلة بات عاملًا مؤثّرًا في مختلف القطاعات، وأنّ التّرجمة لم تكن استثناءً من ذلك، منوّهةً إلى أنّ العالم الآن يشهد تطوّرات تقنيّة متسارعة تعيد تشكيل ملامح التّرجمة وممارساتها التّقليديّة والتي بدَورها أثّرت بشكل مباشر على صناعة التّرجمة بجميع مستوياتها.

وتخلّل حفل الافتتاح الذي حضره عددٌ من الأساتذة نوّاب الرّئيس وعمداء الكلّيّات وأعضاء الهيئتَين التّدريسيّة والإداريّة وطلبة الجامعة؛ عرضُ فيديو توضيحيّ حول ما يقدّمه مركز التّرجمة من خدماتٍ في سبيل ترجمة رؤيته باحترافيّةٍ عالية، ما جعل منه منصّةً للتّرجمة والتّعليم والتّبادل الثّقافي، وسعيِه إلى جعل التّرجمة صوتًا للحقيقة وجسرًا للثّقة في عصرٍ تتحوّل فيه الآلة إلى شريكٍ للإنسان لا بديلٍ عنه.

كما تخلّل الحفل إلى جانب توزيع الدّروع التّكريميّة لمستحقّيها من الدّاعمين والمشاركين؛ عرضٌ تقديميّ حول "ركن التّرجمه"، قدّمه عددٌ من طلبته ممّن يرتادونه بعد أن اتّخذوه فضاءً واسعًا للالتقاء وتبادل الخبرات وممارسة اللّغات العالميّة المختلِفة في بيئةٍ مريحة ومحفّزة.

وتحدّث الطّلبة بمختلِف لغات العالم: الإنجليزيّة والصّينيّة والكوريّة إلى جانب اللّغة العربيّة، عن أهمّيّة "ركن التّرجمة" الذي يجمع بين الشّغف وحبّ العلم، حيث يتدرّب فيه الطّلبة ويتحدّثون ويُخطئون دون خوف، متّخذين من تكرار تجاربهم معيارًا للتّعلّم.